د . مُهنّد ع صقّور
شاعر سوري
قَالَ أميرُ بيانِ المُؤمِنينَ ” عليّ ” كرّمَ اللهُ وجهَهُ :” لَعَنَ اللهُ أُمّةً نَبذَتْ آثَارَ أسلافِهَا “
إلى أعرَابِ الرّملِ .., وعِربَانِ الزّبدِ .., في سُوقِ نَخَاسَتِهِم .., وبلاطِ عُهرِهم .., سَمسِروا كما يَحلو لَكم .., وألِّهوا مَنْ تَشاؤون .., وتآمروا مَا استَطعتُم .., واعقِدوا صفقاتِكم في آيّ ماخورٍ تُحبّون .., فالشّامُ قلعةُ أمجادِ العرب .., والقُدسُ قلبُهَا .., وسيبقى صَدى ” هيهات ” البُوصَلةُ والسّمت ..!!
” القُدسُ أُمّي”
لَا لَنْ أُعَاتِبَ جلّ الأمرُ عَنْ عتبِ |
وَلَنْ أُصدّقَ مَا قالوهُ مِنْ خُطَبِ |
وَلَنْ أُعيدَ بِـ” أنّا خيرُ مَنْ بُعِثوا “ |
وَنَحنُ حفنةُ أعوادٍ مِنَ القصبِ |
وَلَنْ أُخَاطِبَ أشباهَ الرّجَال ولَنْ |
أخوضَ حَربي بِأسيافٍ مِنَ الخشبِ |
وَلَنْ أُردّدَ بَعدَ اليومِ مِنْ أَنَفٍ |
” السّيفُ أصدَقُ إنبَاءً مِنَ الكُتُبِ “ |
ولَنْ تُهَدْهِدَ أوجَاعي مُعلّقَةٌ |
شَدَاهَا يَومَاً ” أبو تَمّام ” في حلبِ |
عَفواً ” حبيبُ ” فلا سَيفٌ ولا قُضُبٌ |
فَذي خُرافةُ مَنْ عاشوا على الشّغبِ |
تَبكي ” القصيدةُ ” إمّا جِئتُ أنسِجُهَا |
و” الضّادُ ” تَسألُ عَنْ أبنَائِهَا النّجُبِ |
حيثُ الأعَارِبُ عرّى اللهُ سَوأتَهُم |
يستَفتِحونَ مَزَادَ العَرضِ والطّلبِ |
في خَربَةٍ مِنْ قِفارِ الرّملِ مُوحِشةٍ |
يَديرُ صَفقَتَهَا ” إبليسُنا ” العَرَبي |
يُديرُ ” صَفقةَ أعرابِ الخنى” عَلَنَاً |
عَلَى رَفاةٍ مِنَ الأخلاقِ والأدَبِ |
يصوغُ أحرُفَهَا الشّوهَاءَ مُنتَشيَاً |
لَقيطُ ” مملكةِ ” الأرجاسِ عنْ كَثَبِ |
يَا ضيعَةَ العُربِ حينَ العُرب يَرهنها |
أبنُ اللقيطةِ في ” بحرينهِ القَحِبِ “ |
و” القُدسُ ” رَنّحَهَا الباغي وأرهَقَهَا |
وداسَ حُرمَتَهَا كُرَهَا بِكلّ نَبي |
ثعالبُ النّفطِ غالوا في عداوتِهم |
وصعّروا الخدّ إكراماً لِمُغتصبِ |
خانوا ” العِراقَ” وباعوا ” القدسَ” عَن عمدٍ |
وأشعلوا النّارَ في “سِيناء والنّقبِ” |
المُدُّعونَ بِأنّ ” القُدسَ ” قِبلتُهم |
الخانعون خنوعَ السّائسِ الجربِ |
الغازلونَ مِنَ الأوهامِ صَفقتَهم |
اللّابسونَ لِباسَ الذّلِ والهَربِ |
السّافِكونَ دمَ الأحرارِ في وطني |
الرّاقِصونَ على أوجاعِ كلّ صبي |
في كلّ ناحٍ تبدّى صوتُ ناعِقهم |
كالكلبِ يلهثُ يشكو عِلّة الكَلَبِ |
هُم هندسوا الصّفقةَ المشؤومَ منظرها |
كُرمى أميرتهم : ” حمّالة الحطبِ” |
كأنّما الأمّة العرباءُ جاريةٌ |
شوهاءَ واقعها جهراً ” أبو لهبِ” |
فأنجبتْ للورى ” خصيانَ ” مهزلةٍ |
وتوّجتهم فراعيناً على العربِ |
*** |
مَاذا أقولُ ” أبَا تَمّام” ؟ قافيتي : |
حُبلى تَئِنّ مِنَ الآلامِ والنّوبِ.؟ |
عروبةُ اليومِ أسمٌ فارِغٌ / قَصَبٌ |
كَـ” الطّبلِ ” يَفضَحُ صَمتَ القادَةِ / الجُنُبِ |
قلْ لي ” حَبيبُ ” وكَفكِفْ دَمعَ قافيتي |
وارفو بِحرفكَ مَا قَد نزّ مِنْ قُطَبِ |
هلْ صوتُ ثَاكِلَةِ في أرضِ ” زِبطرَةٍ “ |
يَكفي ليُشعِلَ نارَ الثّأرِ والغضبِ |
دوّى فأشعلَ أرضَ العُربِ قاطِبةً |
لَبّاهُ ” مُعتصمٌ ” في جحفلٍ لجِبِ |
فلا المُنجّمُ طاعتهُ ” كواكِبهُ “ |
والفألُ كُذّبَ بينَ ” التّينِ والعِنبِ” |
وكنتَ أنتَ ” أبا تمّامَ ” شاعِرها |
تخطّ ملحمةَ الأسيافِ والقُضُبِ |
وهَا أنا اليومَ حيثُ القهرُ يكتبني |
قصيدةَ الله في رزْنانةِ الكُرَبِ |
فكيفَ والقدسُ بِيعتْ جُهرةً وعلى |
مرأى الجميعِ بلا خوفٍ ولا رَهبِ |
كأنّها لم تكُنْ يوماً بِحاضِنةٍ |
لِـ“ مريم النّخلِ“ هالمكحولة الهُدُبِ |
ما لِلأعاربِ إمّا استُنفِروا قعدوا |
واثّاقلوا خَوراً عَنْ ردّ مُستَلبِ |
يَا قبّح اللهُ تاريخاً بهِ افتخروا |
وزخرفوهُ بألوانٍ مِنَ الكذبِ |
قد أشبعوا الدّينَ إفتاءً وزندقةً |
وعَمّموهُ بِآلافٍ مِنَ الجُبَبِ |
مِنْ “رحمِ مُومسةٍ“ جاؤوا فواعجبي |
مِنْ أُمّةٍ أمَةٍ تُنمى لِألفِ أبِ |
صبّوا على الشّامِ نارَ الحقدِ ويحهمُ |
وأمطروها شآبيباً مِنَ اللّهبِ |
كم أطعمتهُم وكم لمّتْ شتاتهمُ |
وكم تغاضتْ عنِ الإلحافِ والعتبِ |
لئنْ تناكرها الأعرابُ واتخذوا |
أخزى المواقفِ مِنْ حقدٍ ومِنْ حربَ |
فالشّامُ تبقى بعينِ اللهِ ساهرةً |
وسوفَ تبقى مدى الأدهارِ والحِقبِ |
يقودها “ الأسدُ البشّارُ“ مُقتحماً |
“ شرقَ الخنوعِ“ ليرقى هامةَ الشّهبِ |
*** |
عُذراً ” حبيبُ “ إذا مَا أحرُفي استعرتْ |
وشبّ مارِجها كالنّارِ في الحَطبِ |
فرحتُ أصرخُ صار الهمّ يمضغني |
والشّك يبلعني في لجّة الصّخبِ |
إنّ الأصيلة لا تغذى بناهدها |
ولو تعرّت ولو ماتت من السّغبِ |
خُذها إليكَ “ أبا تَمّامَ “ لاهِبةً |
حمراء ترفلُ في أثوابِها القُشُبِ |
“ هُويّةً “ جازتِ الجوزاءَ نَاصِعةً |
لِلثّائرينَ وهذا : موسِمُ الغلبِ |
فالقدسُ : أُمّي فِداها نورُ بَاصِرتي |
وتُربُ “ مسجدِها الأقصى“ فِداهُ : أبي |
…
سوريا .. جبلة
عذراً التعليقات مغلقة