غِشٌّ في القبو
رماح بوبو
شاعرة من سورية
أكذب عليكم
نعم
لا تصدقوا شاعراً أبداً
و لا تصدقوه أيضاً ولو التحف بنون النسوة
لا تصدقوه وإن
زوّج ملاكه اليمين لملاكه الشمال
أو
مشى كالشّرطي في دفتر الحساب
الوطن الذي اكحله في قصائدي
هو ذاته الذي أدسُّ له حبّة المنوم في الشّاي
لأهرب من بابه الخلفي
هو الذي
أشتمه كلما مرّ بي حبٌ أخرقٌ و أوقع كنبتي مني
وضّبتُ حقيبتي
الحنين القطني الأبيض في بطنها
بطاقتي الشخصية في جيبها الخارجي
و ذلك
ليسهل تخلصي منها
كحمل زائد
ابنتي التي أحتفي بكرزها أمامكم
التي أسقيها الماورد
وأسمِّدها بحكايات العفاريت الجميلة
أشدُّ أذنها المرهفة بقسوة كلما
لمحتها تتقن الاصغاء إلى المدن المارقة قرب النوافذ
في داري
شجيرة ليمون صغيرة
و لأني
أخشى من جذرها أن يمتد
فيقلع بلاطات الممر المودية للقبو
أفكر جدياً
باحتطابها هذا الشّتاء وفي الشّتاء القادم
أرأيتم
أكذب عليكم كثيراً
لست
نبع أسئلة
أنا الجوابُ المرُّ
في دفتر الغش
أمام مراقبٍ يداه
مكتوفتان!.
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة