سأكتب
معاذ بن طالب
شاعر من المغرب (18 سنة)
سأكتب
أريد الدخول إلى المسجد، الصعود إلى أعلى طابق ممكن، والإستلقاء دون تحيته
أريد أن آكل خبز ألمي وحدي دون أن يتعاطف معي أحد لأقتسمه معه
أريد أن أخبئ نفسي في مكان آمن لا يصله ماء، ثم الذهاب بعدها، الذهاب، الذهاب…
أريد السفر إلى أبعد نقطة في ذاتي، حيث يعلو الشوك وتنحني الزهور، حيث لا تتكلم هذه في حضرة تلك. حيث أحل ثقيلا عليهم
أريد أن آخذ المجد عن شاعر ثوري وشى بأياد سارقة، ثم أوزعه بسذاجتي:
المجد لأطفال في الزقاق يلعبون
تخرج، يتحرشون بك، تنهرهم، على أمهاتهم ينادون
المجد لمتكلم يعانق معاناته، يسمع صوتا، يدفنها في الصندوق، ويتمم…
والمجد له يتذكر فجأة حزنا ما، ثم عن غير إذن من سلطة نفسه يقحم فرحا مزيفا ليقتل الأول في عقر داره
المجد لصبي في الكُتاب وهو يطلب من الفقيه أن يذهب للشرب/ لقضاء حاجته. ثم… يهرب.
ونفس المجد لنفس الصبي يشتري شيئا، يدفع، المال ناقص. حسنا يا بقال، سأحضر لك من المنزل الباقي. يغادر، وفي داخله يتمتم ( إلى اللقاء ). لكن، أي لقاء؟!
المجد من جيبي يتدفق
فلتنصرفوا.
وا خيبتي
قفزتْ من السطل
ماذا أحكي الآن؟!
شظاياها؟
رمادها؟
أم أقوال الحاضرين الغائبين؟!
بم أعود الآن إلي؟!
بقيتُ على مدى فتات سنوات
أحلم برسم قصيدة، أبيعها في مزاد علني
قبل ذلك، أدس فيها بعضا مني، لتنفجر في الأوجه والأنفس
أين كنتُ؟!
وهل عدتُ؟!
نعم، وتنزفُ دهشة
حين يفطس واحد، هنا،
وواحد، هناك
جئتَ من زمن بعيد – لا تدركه إلا أقمارك – .
عندما جئتكم، لم يكن ملكي سوى رسالة لا علم لي بها أصلا، ولأن فضولي في عشاء مع حتفه، فقد اخترت أن أقرأها عليكم بنفسي:
“”” أفكاري مبعثرة، كذلك حكايتي، هذه أصابها
قطار الحياة بنبل القدر فقطع أوداجها – ذبيحة
مباركة -. هدوءا من فضلكم، أحس رائحة رؤيا
معطوبة تنبثق من بين أضلعي. وإلى اللقاء،
إلى اللقاء. لكن، أي لقاء؟! “”” .
سقوط يسقط
ها سقطة تواري أختها
تزاحم أختها
في السقوط
لَكم هي أوجه السقوط
التي تركتها لنا
ياااا … !.
صمتٌ، صمتٌ، صمتٌ، صمتْ
ما يحيط بي لا يحب هذا أبدا
اركن فيك دواوينك المخطوطة، ولا تنشر
وعن كل ما يقال، قل أنت: نعم
وكلم نفسك، كالأحمق، حين تشاهد الضرورة بأب عينيك تستدعي ذلك.
وكل هذا، حتى صرت أوجل من الحزن
إذا حزن.
من ألم هربت
من ألم أعود
إلى ألم عدت
إلى ألم أهرب… .
موتا هنيئا
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة