جمعة اللامي
كان يحدث ، وبرغبة مني ، ان نترك مجلسنا في احد نوادي بغداد ، لنتوجه الى كركوك . كان ذلك في النصف اول من العشرية السابعة للقرن الماضي .اقول مازحا وغامزا : ليس في كركوك سوى جليلها ( زميلنا القاص جليل القيسي ) …. وكبابها ، متحاشيا عن عمد اي ذكر للبترول . يجيب اولا زميلنا مصور مجلة الف باء : جاسم الزبيدي ، ثم جان دمو ، وحسين عجة ، وآخرون، فنتكأكأ على سيارة جاسم ( الجيب ) ، وننطلق الى كركوك .
نصل عند الفجر ، وندخل الى بيت جليل ( من دون موعد سابق ) ثم نصعد الى الدور الثاني في منزله ، حيث توجد غرفة صغيرة ، تتضمن طاولة وكراس ، وعددا من براميل العرق المحلي الصنع .
ــ ” هذا تقطير خاص “. يقول جليل
وهكذا يطلع علينا الفجر ، ثم الصباح ؛ ونكون وقتها قد حضرنا تشخيص مسرحية ” هاملت ” ، او تبادلنا فآراءً في امور ثقافية شائكة أحيانا . الأمر الملفت في زياراتنا تلك ، هو وجود السيدة القيسي ( زوجته ) الناظرة لمدرسة للبنات في هذه المدينة . انها تشارك جليلا العناية بنا ، وغالبا ما “يتكورث” عليها احدنا ، فتأخذه مثل طفل .
ليس هو ( حارس المدينة ) كما وصفه مؤيد الراوي ذات مقال ، بل انه نبيلها ايضا
كان جان دمو يقول لي : ” جليل مخلص للكتابة ” . وعندما اطرح عليه اسما اخر يكتفي ب (خخخخخخخخخخخخككككععععخخخ) لا تنتهي ، فأتذكر همنغواي وهو يستعيد اسماء بعض الشعراء في حانته الباريسية العتيدة .
الرحمة لروج جليل القيسي .. نبيل كركوك،
موصولة لروحي جاسم وجان ،
والعمر المديد لأصدقائنا الأحياء.
جمعة اللامي
الخليج العربي
21ابريل 2014
عذراً التعليقات مغلقة