عجلةُ الأيَّام
عائشة بلحاج
شاعرة من المغرب
1
من فمي امتصّت
الرّيحُ طعمَ الأشياء.
كانت عجَلة
الطّريق التي ركضتُ.
الرّيحُ تديرُ العجلة
وأنا أديرُ قدميّ بإخلاص
لم يحدُث شيء
لا وصول، لا انتقال أمكنة
لا رحيل أرواح.
2
لم تحقد عليّ في
جُموح سيرها على عنقي،
وأكرهُها.
الحياةُ،
العادةُ سيّئةُ المزاج
التي رآني فيها أبي
عائشة.
3
رحلةٌ بين عوالم قصوى
أظنُّ الموت
لولا أنّ المرتفعات تُرعبني
والعمرُ ينفدُ كتعبئةٍ
محدودة الأجل.
4
ها اسمٌ، اعصُرهُ لأَخرجُ بين العينِ
والشِّينِ.
ألفًا مائلة
همزة رخوَة بكسلِ السّكارى المُغمى عليهم
لا الجُدرانُ جدران
لا مفاتيح تجد طريقها إلى أبوابٍ.
أخرجُ
كأنّي لم أركُض قبل الألف/ بعدها
لم أتعلّق بها
لم أتدحرج على أُفقها
لم أرقص معها في ذبحٍ
يمتدُّ من الألفِ إلى التّاءِ.
كأنّي اخترتُ الألفَ وطنًا
ودحرجتُ التّاءَ المربوطةَ في وجهِ الأفق،
تقودُ الطّريقَ وتُنهيه
أقول: مدّي طولكِ، دعي النّقطتينِ
ترتاحانِ
تتكوّر كجنينٍ للوقتِ،
النُّقطتانِ تتمسّكانِ بالعلوِّ
تخشيانِ السّقوطَ
ولا أملكُ في يدي القصيرةِ إلا الدُّعاء.
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة