حلمٌ خلف الجِدار – من الحجر الصِّحي
عبداللطيف الجوهري
شاعر من المغرب
-1-
عاشقٌ……
عاشقٌ كالبحرِ إذا سجَا
وعاشقٌ كنارٍ متوهجةْ
عند المساءِ يعبرُ الجسرَ والمزارعَ والحقول
يرتِّل أشعارهُ بلا وزن أو قافيَة
ينفثُ دخانه في صمتٍ، ويرقبُ ضوء الإشارةِ،
في الحلم…..
يرسمُ السماء بلا لونٍ ويختفِي في حُزنِها
يسكنُ جسدهُ الْعَارِي
وبيده يداعبُ “رمانته” الصغيرة،
ويتذكر حارس المقبَرة
يتذكر الجُندي
في خيمتهِ الصَّغيرة
وبندقيته المعطُوبة،
يتذكرُ قصص الحُبِّ
والحروب ودفاتره الأولَى،
تذكر أمَّهُ التي نامتْ نومتها الأخيرة
تذكر حروفهَا الجَميلةْ.
تذكر طقوس الكتابة في محراب القصيدة.
-2-
وردتَان…..
قَمران في الْكأسِ يُبحران ….
النَّجمُ يمتطي الأعالي ،
يسكن السحب، ويرقصُ وحيدًا.
المطرُ يبلِّل خدَّه، يمسحُ دمعه عند الفجر،
نايٌ يعزفُ رحيلهُ قبل الصَّلاة
على منديل أحمر اللون
يسجدُ ركعتان،
وعلى الرِّمال يطفُو حلمه وينكسرْ،
ذهب الرَّبيع وما عادت أزهاره ثمارًا
وماعاد الورد يرحل عن عطره، والقمر عن ضوئه ،
وحدهُ الكأسُ يتيمًا في حانة لو يأتيها النبيذُ
في زمن الحجر والطوارئ والخواطر
والأخطار
و…….
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة