ثلاث قصائد : صهوةُ الإحساسْ، والعَرّافــــة، وكُن أو لا تكُنْ
فدوى البشيري
شاعرة من المغرب
صهوةُ الإحساسْ
أميرةٌ تَمتطي
صهوةَ الإحساسِ
بِأَنِينِ أوجاعِها
و بَريقِ حرفِها
صدى روحي
يَخُطُّهُ نَبْضُ قلبهِ ،
يأتيني في أحلامي
كَالبدرِ الْمُكْتَمِلِ
لِيُبَدِّدَ عَتَمَةَ الليلِ الطويلِ !
منارةُ قلبهِ
تَتَّسِعُ لِفَرحي وانفعالاتي ،
مالِكٌ لِقَصْرٍ لا يدخُلُهُ سِواهُ
هكذا أراهُ
لستُ مُجرَّدَ فارسةٍ تَمْتَـطي صَهْوَةَ الجوادِ
أُحَرِّكُ مِجدافَ العشقِ بِيُسْرٍ
إلى مُحيطِ الْهُيامِ
بقوةٍ يَتَأَوَّهُ من عطشٍ صامتٍ
يَرْوِيهِ نَبيذٌ ، وَبَسْمَةٌ تَرْمُقُهُ
أنا الأميرةُ و كفى
لأني أحبكَ
العَرّافــــة
حَملتِ العَرّافةُ كأسَ النبيذِ
لِتَعْزِفَ لَحْناً صُوفِيا
يُعَرِّي الهواءَ
ويَرْوِي لِنُونِ النسوةِ النشوةَ
قالت : أكلُّ هذا يا عذراءُ ؟ ؟
قد يَفْقَهُ السَّحَرَةُ
والعاشقون منهمُ الشعراء
فَصْلُكِ مُحْمَرٌّ
مُتَنَهِّدٌ مُولَعٌ
مُسْتَرْخٍ على أكُفِّ الوَجْدِ
النابِش لأَسرار الصمتِ .
خمرةُ الدلالِ تَهْذي
أجبتها: باللاَّمُمْكِنِ والمعقولِ !!
كيف لمثلي ألا تُمارسَ الاحتراقَ ؟
من عشقتُهُ زاهدٌ إلا في القسوةِ والجفاءِ
مُواظِبٌ على سِقايةِ العِناد
شَرِسٌ حَدَّ اللُّؤم
قالت: تَرَيَّثِي حُلما
فُكِّي الوثاقَ
جابِهِي الإعصار.
شَرُّهُ كبرياءُ الأطفال
متصوفٌ مُتيَّمٌ بكِ
كعصفورٍ يُرفرف على صدركِ
عاشقٌ حدَّ الإثْمِ
ولا يَنوي النجاة !
ترجل واخلع نعليك
تَرَجَّلْ واخلعْ نَعْلَيْكَ
وادخلْ مَقامَ العِشْقِ
آمِناً مُخْلِصاً
وَ ارْجُ الصفحَ والْمَعْذِرَهْ
فنارُ الغدرِ أحرقتِ الأخضرَ واليابسَ !
كَفْكِفِي دموعَكِ ياحسناءُ
ما عُدْتِ تكتبين لهُ
في الليالي المقمرةِ :
” أُحِبُّكَ جدا “
ما عادَ نَهْرُكِ مُسْتَبَاحاً له
ما عدتِ تَتَشَوَّقِينَ لِمَوْعِدِ لِقائـه
ما عادت سويداءُ القلب تَضُمُّهً
فقد سقط من العقد الثمين
“جَوْهَرُهْ”
كُن أو لا تكن
حيثُ أكونُ يارجل
أَيْنَعَتْ زهوري بك ،
زرعتُ العشقَ
تحت وسادتي ،
لأطرد من أحلامي
سواك !
أَرْخَى الليلُ سَدَائِلَهُ
على وجهٍ صَبُوحٍ
على ضفافِ الأمنياتِ
و بَوْحِ الكلماتِ .!
اِغتسلتْ قصيدتي
من ذَنبها
لِتَنْعَمَ في خُلْدِ الْخُلود
إلا من ثورةِ عشقِكَ
و لعنةِ حروفك .
لا تُكَلِّفْني حدودَ منطقِكَ
فالشعرُ لَمْحٌ و رَوْنَقٌ
غاية الْمُرامِ البعيدِ الْمُشتكي
يحصدُ من نَهْرِ الوَلَعِ نَرجساً
كُنْ أو لا تكنْ
كما يروق لكَ !
قصائد خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة