غوايــــــــــــة
ليندا إبراهيم
شاعرة من سورية
لامْ نُونْ طِينْ
وهذا الجَسَدِ الأنين
.
.
أَكْتُبُني…
أنا نَصُّكَ الأوَّلُ… الآخرُ… الأزَلْ…
أَكْتُبُني…
أنا وردةُ الغَمْرِ الأولى…
ذاتُك القديمةُ المُتَجَدِّدةُ…
حقيقتُكَ العارية
أَكْتُبُني…
وأُعلِنُني قيامةَ روحِك…
…
أنا كلمتُكَ…
جسدُكَ البَدءُ..
أنا نَصُّكَ الأبد
مذ نفَخْتَ في صَلْصَالي رغبَتَكَ…
فكنتُ نقطةَ النُّون…
استدارةً تامَّة الخلقِ…
مكتمِلةَ السِّرِّ…
سِرِّك
…
أَكْتُبُني…
قبلةً من حبقٍ
على خدِّكَ العاشق
.
.
لام نون
بِاسم اللوز…
فاتحةِ الشَّهوة
بِاسمِ آلائه معقودة بِسُكَّرِ الرغبة
بِاسم غبطته العليَّة
بِاسم مُجُونِهِ الماجد
بِاسم مُخمَلِهِ، يحتفي بقرنفلة الحياة
بِاسم البذرة
والشَّجرة
والثَّمرة
محرَّماتٍ
محلَّلاتٍ
أفتتحُ لوزي،
ونَصَّكَ
الأبهى
…
أيُّها المُعَلِّمُ،
اقرأْني: أنا ألف باء الحياة
اكتُبْني: حاءَ باءِ الحبِّ
وعلِّمْني أسماءَكَ
حتَّى ألجَ مَدَارَك
…
جسدانا البدءُ…
وفي البدء كان الطين..
وإلى أن أغيب فيه إليك..
إلى أن يغيِّبَني بك
أريدكَ
فضاءً رحباً شاهقاً كدهشتي بك،
أوسَع من حلمي،
أرتعُ ما شئتُ في غبطتك العليَّة
يداي حرَّتان،
و رُوحي طليقة..
…
لا شيء سوى الرَّغبة…
الرَّغبةُ فقط، التي تجعلُنا نتسلسلُ سلالةَ أحياء، في دورة الخلق العظيمة
الرَّغبة وفقط، كي أبقى شغفكَ،
وتبقى قوياً مارداً جباراً شامخاً متفرداً متقحِّماً
عنيداً شهياً عصياً حارقاً مارجاً من توق،
لتنطفئَ بي…
وأُضْرِمَكَ من جديد
…
“كلُّ شيءٍ يبدأُ من الحُلُم…”
حُلُمٌ أوَّل…
.
.
حلُمْتُ بك تعرِّيني من أستارِ الليلِ السَّبعة،
ستار العتمة
ستار الليلك
ستار الفتنة
ستار الغَواية
ستار الرَّغبة
ستار حَوَّاء
ستار الهزيعِ الأخير ما قبلَ الحُبّ
حتى تكشَّفَ بابُ الشِّعر…
وبينما عينايَ تجوسانِ لهفتَكَ،
رُحْتَ تَخُطُّ سفرَ الشَّهوة الخالد:
لثمٌ… تباريحٌ… قُبَلٌ… آهاتٌ… لَذَاذَاتٌ…
حيثُ كلُّ شيءٍ مباحٌ على كوكبِ الغبطة الفَتَّان…
رأيتُ أبوينا، آدمَ و حَوَّاء،
يستَرِقان الشَّهوة إلينا،
على مرمى فحيحٍ من أفاعي اللَّذة…
حلمتُ بكَ مضَرَّجاً بي…
حلمتُ بي ترفَعُني صولجانَكَ والتَّاج…
كان خدَّاي، كما روحي،
مُنَمَّشين نشوةً…
ومسامي تنشجُ فقداً غامضاً،
تماماً كذاك الذي يجيءُ بعد وصالٍ فادح…
انتبهتُ من حلمي…
كُلُّ شيءٍ حولي راقدٌ هاجعٌ هادئٌ هانئٌ…
وثمَّةَ قرنفلةٌ فوق غمرٍ
.
.
.
وأثرُ رمحٍ لمحاربٍ قديم
…
حُلُمٌ أيضاً…
.
.
تماماً، كما حلمتُ بك: أنتَ…
دؤوباً، محاولاً، هادراً، صاخباً، نَهِماً بضفافي،
توزِّعُ وجهَكَ الكريمَ على روحي، علَّك تحتويها،
فأرتدُّ إليَّ مُولعةً بكَ أكثر أكثر…
وجهُكَ نشيدُ الأزل للأبدِ،
وجهُك حكاياتُ ألفِ موجةٍ وموجة،
تقصُّها عرائسُ الزَّبد على عشَّاقكَ المتربِّصين بلحظة عشق…
رأيتك..
تُؤَرْجِحُني…
تُهَودِجُني…
على سريرِكَ المُشْتَهى
أنا وأنتَ، متوحِّدان في حضرتكَ
حضرةِ العَاشقِ العظيم..
…
17 أيار/ مايو 2020
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
اللوحة للفنانة التشكيلية السورية فاطمة إسبر خاصة لصحيفة قريش– ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة