معاركٌ طائشة
إيفون الضيعة
شاعرة من لبنان
في اللَّحظات الهَادئة من حياتك
لا تمرّ على الجرح مرور الكرام
إقرأ عليه قصيدة الماء
أسدل عليه قميص الوعد
كي لا يتآكل في عتمة النسيان
… ثم دعه يرحل بسلام
في اللحظات الحالكة من ليلك
إختر طرقًا ملتوية للحلم
لتبدو على غير حقيقتك
فبعض الأحلام نخوضها بقلب بارد
وبعض الحروب تمتدّ لما بعد الحياة
لما بعد الموت…
في اللحظات الثقيلة من ذاكرتك
وأنت تعبر دروبها الموحشة
أوقد حطب الحنين
وأنت تواريها تراب الذكرى.
كُلَّما استفقت من يقظتك
يتكرّر المشهد
تتدفق في مواكب الضالين
مهزومًا بين جموع مجهولة
نحو بوابة سوداء بعيدة
نحو الحدود الأخيرة…
لو تعلم العشبة النامية على ضفاف النهر
أنها ستنتهي بعد برهة…
لو يعلم العصفور المحلّق
أنه سيقع قريبًا بطلقة صياد…
ها أنا أجثو على صمتي
وأقسم بأنها آخر معاركي الطائشة
قبل أن أعود إلى طيشي…
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة