سونيا الفرجاني شاعرة تونسية… تحت حبّ أغصان التوت

6 يونيو 2020
سونيا الفرجاني شاعرة تونسية… تحت حبّ أغصان التوت

منذ كان البحرُ حُلوًا

سونيا الفرجاني 

شاعرة من تونس

على سطح القيامة يحدثُ هذا الآن،

ماء ساخن، بحجم سفن حربيّة ،

يعبرُ وجهي متسارعا.

دويّ يقشعرّ له الله

ويتمزّق في الخلف صدىً، فيوقع كلّ من جاؤوا لجمع دمعي.

ضوء يخيّم فوق صراخي ،

فتنطفئ الأرض ويخاف سكّانها المحاصرون .

النَّاس قردة،

مولعة بالجنس، وفلق القمل،

وأنا مولعة بصوتك

مولعة بصوتك، منذ كان البحرُ حلوًا، 

مولعة بصوتك، أفركه بين الجنَّة والنار،

فيرتفع منسوبُ العويل.

طويل، هذا اللَّون الذي يتمدّد بين القارب الملوّن، وحزنيَ المرميّ على جسر مهترئ قرب الصِّراط.

أقف عند ظهرك الذي يشبه أجنحة الملائكة،

وأنفخ، ليطير الحبّ القرمزيّ

ويقع بعضه فوق رأسي

فأموت.

يحدثُ كلّ هذا الآن ،

وأرى شعرك التصق بالهلال الصّامت 

فعبثت به الشمس، وكادتني.

شَعرك لأصابعي

لكن الكواكب خدعتني.

صياح حادّ يطلع من أناملي

لا حاجة لي بأناملي

صياح

يخترق السِّياج والمعراج 

وأبواب العرش بلا حياءْ.

يجتاز الصيف والشتاءْ

يجتاز أحلام الأنبياء المولعين “بالسيف والمرآة” (*) .

لعلّها كانت حياة

أو لعلها كانت لعبة موحشة وفاسدة ، بين آلهتين مريضتين

واحدة منطرحة على الفراش 

وأخرى ممدّدة تحت أغصان التوت.

الحبُّ

غامض كالشّيب، على رأس حارس القيامة

وكالشهور الحرام ، في قبّة السماء،

أقيم داخله

دون وثائق هويّة ولا شجرة عائلة .

الأوراق الصّفراء

هبطت على ضجري

فصارت غابة كبيرة،

تسكنُها الوحوشُ،

وذئاب منتفخة البطون، وأقزام بطول كأس،

يسكنُها اليأس

في كوخ من القشّ

كأنه زريبة.

فتكْتَ بي أيّها الحب،

وعلى سطح القيامة الآن، آلهات تقاتل أولادها،

ونساء حمقاوات 

يتسلّقن صوتي

ويلبسن قرون ماعز.

الحب،

أيها الصفصافة النّحاسيّة بنواقيس،

تقرعُ دموعُك وجهي

كبواخر حربية فوق تراب.

ظهري يوجعني أيها الحب

تداعى ظهري

وكل ما يحدث الآن

أجراس توقظ الصّقيع في الدخان

وتخيف الملائكة الرمادية

المرابضة

فوق قلبي.

(*) السيف والمرآة – رواية للكاتب علي كنعان، صدرت عن مؤسسة دبي الثقافية شباط/ فبراير 2014 .

قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com