سريرُ الرُّؤيَا
د.كريمة نور عيساوي
شاعرة من المغرب
بعد انبلاج الصُّبح من اللَّيل
قرصت خدَ نافذتي النَّوارس
تورَّدت أدراجُ ذاكرتي
فانسلَّت من عناكب قَلبي
حُروفي القرمزية….
وطارت تُرفرف فوق غياهب مَكتبتي
سافرتُ إلى الماضي دُون أَجْنحة
وغاصتْ في فَقْدِ مُذكراتي…
اقتربت منِّي أخذتني مِنْ يَدِي
واستلقينا فوق سرير الرُّؤيَا
أربعون سنة من التِّيه العظيم
اليومُ أَحِنُّ لأناي القدِيم
طرقنا ديجُور البرايَا….
ولِجْنَا أفُول شُروقي….
وجدتُ حُروفي القديمة
توسَّدْتُ حجرًا في كهف الغيَابِ
والنُّقط تاهتْ في فلوات اليبَابِ
الضَّباب كحل عيون نجوم شبابي
أخدش أخبية الذَّاكرة العاهرة
مابها غدت عجوزًا ماكرة؟
أرتق خفقان الصُّور العابرة
كلُّها هاجرت إلى سراي أمِّي
على بساطِ القمَر
دون جواز سفر ….
أنزلُ صعودًا
وأصعد نزولاً
أدراج الأقبية الخَضراء
دُرْجَ الألم …
دُرْجَ الأسى…
دُرْجَ الأنين …
اليوم وأنا أَحْبُو إلى الخمسين
أُكَسِّرُ هيعة التَّوجُس
في حضرة ترقب المبتغى
وأُعَانقُ…
حَرْفِي
خوفي
حتفي..
المنتظر .
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة