مريم ذياب شاعرة تونسية…إنَّ الظلامَ إذا آمنتَهُ غَدَرَا

16 يونيو 2020
مريم ذياب شاعرة تونسية…إنَّ الظلامَ إذا آمنتَهُ غَدَرَا

قصيدتان: معجزةُ الحُبِّ و لذة الاختلاء

مريم ذياب

مريم ذياب

شاعرة من تونس

معجزة الحب
لِلْحُبِّ أَنْ يَغْسِلَ الآلاَمَ وَالحَزَنَا
وَأَنْ يُريقَ على أَوْجَاعِنَا مَطَرَا
وَأَنْ يُعِيدَ بَرِيقَ الشَّمْسِ إِنْ غَرُبَتْ
وَسَرَّحَتْ نُورَهَا العُذرِيَّ فَانْكَدَراَ
وَأَنْ يُرَتِّبَ لِلأَوْطَانِ وِحْدَتَهَا
فِي غَفْلَةِ الوَقْتِ عَنْ أَحْلاَمِ مَنْ غَدَراَ
وَأَنْ يَضُمًّ شَتَاتَ القَوْمِ فِي وَطَنِ
تَنَفَّسَ العِشْقَ حَتَّى ذَابَ فَانْهَمَرَا
لِلْحُبِّ أَنْ يُلْهِمَ العُشّاقَ إِنْ صَدَقُوا
عَزْفًا يُؤَلِّفُ مِنْ أَلْحَانِهِ صُوَرَا
لحنا تعلّقَ بالغيماتِ فامتزجتْ
على يديهِ سيولُ البوْحِ فانتشرا
فاسأل إلهك يا مريدُ منزلةً
تسمو بقلبك حيث تحفظَ السورَا
و يَكْبُرُ فيك صَوْتُ الحُبِّ أُمْنِيَّةً ..
حَتَّى نَرَى فِي مَدَى أَفْلاَكِهَا قَمَرَا
فَرَاقِصْ الشِّعْرَ مِرْتَاحًا وَأَنْتَ هنا
تَعقَّبَ الحُبُّ مِنْ أَحْلاَمِه الأَثَرَا
وقطِّرِ الخمرَ من أعنابِ أحرُفِهِ
بيتا يعتِّقُ في أدْنَانِهِ عبرا
وأوقِدِ الشمسَ فِي الأرْجَاءِ كنْ حَذِرَا
إنَّ الظلامَ إذا آمنتَهُ غَدَرَا
وَلَوِّنِ الدَّربَ وَجْدًا .. فِضْ بِنَا قَبَسَا

وخِلْسَةً غَافِلِ الأَيَّامَ والعُمُر

لذة الاختلاء 

منذ ألف عام والعشق يتسلقني

وقلبي الموارب يحصنني بالخنادق والأشواك
منذ ألف عام
و القصائد تهادنني بالوعود
وأنا التي لاحاجة لي بالبكاء
لا يراودني كلام منتصف الليل
و لا أحفل بالهفوات
وبعد ألف عام وألف غياب وألف سياج
رويدا رويدا ساقته الريح إلي
جاء متدليا من المساء
يسبقه المطر وصمت كثيف سكبه في دمي
نجم جاء من مغارب الأرض
أضاء مشارف الروح برهة، ثم إختفى
ومنذ ألف عام وألف اختفاء
وأنا أحاول بكل ماتشتهيه العبارة
أن أرخي خيام الكلام بيننا
وأن أمد يدي آنية لنشوة اللقاء
منذ ألف عام
وهذا الطريق كما هو، يمكر بي
وأنا بقليل من بكاء القلب
و كثير من الحلم
أقطع المسافات
أسير وخطوتي بلا بوصلة
في ليل يسرق مني المعابر والمحطات
منذ ألف عام وألف غياب
وأنت كما انت موغل في الصمت
و أنا مازلت
ألاطف حاسة الشم
لأقتفي الأماكن التي أنت فيها
يقودني شوق
و توق كبير للارتخاء
منذ ألف عام
ورغم تناوب الوجوه على الذاكرة
ورغم يقيني بان الحب فاكهة الليل
مازلت
أستدرج الشمس إلى مدني الثلجية
حتى لا يكون القلب مضغة باردة
تحيك الدسائس لليل
من سلالة العشاق
يذيقني في الحلم لذة الإختلاء

مريم ذياب في سطور….

مريم ذياب، شاعرة وروائية تونسية. 

–    أستاذة فوق الرتبة للتعليم الأساسي. 

–    عضو اتحاد الكتاب التونسيين.

–    كاتب عام الصالون الأدبي بقابس. 

–    عضو فرع الاتحاد المحلي بقابس للكتاب التونسيين.

·     صدر لها في الشعر:

–    مجموعة أحجيّة الناي. 

·     صدر لها في الرواية:

–    رواية: حفيف الورق. 

–    رواية: عذرا كان تشابها في الأسماء.

–    رواية: رقص على اعتاب العابرين. 

–    رواية: الحريق (مخطوط جاهز للطبع).

قصيدتان خاصتان لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com