حسـرةٌ
مريم كرودي
شاعرة من المغرب
هجرتُ دربي قسرا وقهرا
وخاصمت تفاصيل الحياة
وبقلبي شرر
بعضي يحنُّ للشوارع
بحروبها
وبعضي لا يقوى على الْحراك
فرط الضَّجر
تواريت عن الداء التزاما
وبطولة
وتثاقلت همومي
أمام المصاب الْأَمَرّ
ألا ليت الحياة عادت لتُصالحني؟
ألا ياليتني صالحتُها
قبل أن تفر؟!
تزاحمت سؤالاتي متى جلستُ وحيدة
وصرت أربت على أكتافها ..
أن اصمتي يكفي القدر
أنا الكئيبةُ التي سمحت للأيام أنْ تبكي
أنا الكئيبةُ التي فتحت للحزن
ألف ممر
أنا البئيسةُ التي أوصدت أبواب الفرح
وعجلت بالليل الطويل والسَّمر
أكنت أنتظر وباء ينبهني؟!
أكنت أدرك
أني سأفتقد يوما صوت البشر؟
أكنتُ أعلمُ أن فضفضة البحر
ستشتاقني!
وأني سأشتاق البحر
والتجوال والسفر!
و هذه قهوتي الصباحية
أقبلهَا..
وكأنها خيانة للتي دفأتني
تحت المطر
تحملق في عيوني والسواد يلفها
وتبكي العالم المتوقف
بدمع من حجر
ستبعث الروح في الشوارع..
أن اصبري
وترفرف القلوب بهجة جوار القمر
ستحيا الحياة حياتها..
انتظري
وتزول الجائحة
وقد نهلنا منها الدرر
وكَم طوتنا أقدارُنا طيَّ الليالي
وآن لنا وقتُ تجميلِ القَدر
فمَن يُوسِعُ لنا المدى وقَدْ
ضاقَ بأنغامِنا القوسُ والوَتَر
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
لوحات للفنان المغربي مصطفى أجماع، خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة