نور الدين الزويتني شاعر مغربي… شَجَنٌ لم يسبق مثله غرامٌ مُرٌّ

12 يونيو 2020
نور الدين الزويتني شاعر مغربي… شَجَنٌ لم يسبق مثله غرامٌ مُرٌّ

آكلُ الورَق

نور الدين الزويتني

شاعر من المغرب

إلى الصديقين محمد شهبي وبوشعيب حسناوي زياد

“سلامٌ سبع مرات في سلام واحد أيها العابر مسرعا”

حُوَيْدة الزيدية

ها أنت ذا من جديد

أيها الغرّير

تضع قدمك على سُلّم لا تعلمه

ولن يلبث أن يزلَّ بك

إلى دَرَك لن ترضاه

وساعتها تسْحب نظرتك

الجاحظة كعدسة الساعاتي

عميقا إلى القاع

نافخا كضفدعٍ أمامنا فمك

……………………..

قرابَةَ الساعة أو يزيد قليلا

تَجْلِدُنا

أنا وتاجر المواشي قَريبَكَ

الشبيهَ في سُترته المهلهلة

بـ “جُوني ديب”

في فيلم قراصنة الكراييب

والماسِكُ وحده بيننا

هنا تحت هذه الخيمة القِيامية

شِيفْرَة الحكاية،

وفيما أنا وهو

غارقان في لعْلعة المُسَجِّل القديم

المدَثر بالغبار

مُسنِدَيْن كوعَيْنا إلى الحصير المهترئ

– مأثُرةٌ لوحده   –

مأخوذَيْن بصوت “الشِّيخة” الرهيب،

تظل أنت

في غيّك مُمْعِنا

تَجْلِدُنا بتُرَّهاتٍ

عن هذا الشاعر وذاك

هذا المذهب الأدبي وذاك

تسرد وتعيد:

أنسي الحاج وأنسي الحاج

أدونيس وأدونيس

مالارميه

Coup de Dés …ههههه…!

وحانقا أخيرا

لِتَبَرُّمِنا المُشْفِق منك

وانصرافنا عنك إلى المُسجِّل القديم

وإبريق الشاي القصديري

وطبق الإسفنج

يتشنج فجأة فمك

ويَطْفرُ مثل رقبة كُوبْرا

لسانك

قبل أن يتلجلج ويسقط

تحت الأنَّات الزافرة

لصوت المُسَجِّل الموشِكِ

بوقُه أن ينفجر

ومنه كلام “الشيخة” يصعد

كرصاصٍ شعّالٍ من سفن تائهة 

أخضر أحمر أزرق

شجيا تارة 

كرَجْعِ نُوقٍ خُلُجٍ في صحراء

وكاسرا تارة

مثل سِيرِينات البحر(*) المُورِدَةِ التهلكة

“واسيدي احمد

سلام سبع مرات في سلام واحد

أيها العابر مسرعا…..”

شَجَنٌ لم يسبق مثله

غرامٌ مُرٌّ

قارضٌ كجذور الصُّبّار

………….

كلامٌ لا أخالُ واحدا مثلك

آكِلَ وَرَقٍ

يفهمُهُ… !

(*)  السيرينات في الأسطورة الإغريقية القديمة، هن عرائس بحر خطيرات كن يغنين بصوت ساحر كاسر فيجتذبن البحارة العابرين أمام جزرهن حتى ينحرفوا عن مسارات إبحارهم وتصطدم سفنهم بالصخور ويهلكون.

قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com