حوار مع التشكيلي العراقي عضيد طارق .. قنص لحظات المسرّة والوجع في استنطاق الحياة

22 يوليو 2020
حوار مع التشكيلي العراقي عضيد طارق .. قنص لحظات المسرّة والوجع في استنطاق الحياة

الفنان التشكيلي العراقي عضيد طارق

أسرار اللوحة الناطقة                                         

اجرى الحوار : عبدالجبار الجبوري


عضيد طارق يرسم اللوحة بازميل الوطن،أنيق بلوحته،يحتضن تراث الموصل وتاريخها بكلتا يديه، وهو ابرز الفنانين الشباب الذي تركوا بصمتهم على جبين المشهد التشكيلي العراقي في الموصل، يحب التراث والفنون الشعبية والتاريخ الثر لمدينة نينوى وعواصمها الاشورية،هو إبن فنان رائد في التشكيل ،شكّل ابوه الفنان طارق عتو ركيزة الفن التشكيلي الرائد في الموصل منذ الستينيات مع رموز نينوى، الفنان الراحل نجيب يونس والراحل راكان دبدوب والراحل ضرار القدو ،وفنان الطبيعة بشير طه ،و عضيد طارق من جيل ثمانيني نشيط، ترعرع في وسط ثقافي وفني،وكان جيله يتسابق ليحجز له مقعدا في مشهد الفن التشكيلي في نينوى، فكان لوثر ايشو وليث عقراوي ومنهل الدباغ وسعد نجم وشاهين الظاهر وخليف محمود وحامد الراشدي واخرين مبدعين ،شكّلوا لوحة تشكيلية عراقية في نينوى ومشهدا فنياً متألقاً، إلتقيت الفنان التشكيلي عضيد طارق،لأجري معه الحوار التالي ،وليتحدث عن تجربته التشكيلية الطويلة ،مع هذا الفن الراقي فكان هذا اللقاء.

اثر مبكر للرواد في البدايات

س١.البدايات هي علامة فارقة في حياة اي مبدع ، كيف تصف لنا بداياتك ، وبمن تأثرت قد تكون البدايات ملتبسة وربما أجدني لا أرغب الحديث فيها وبذات الوقت لا استطيع القفز عليها ، وربما افضل الحديث في غالب اللقاءات عن النهايات لانها اكثر وقاراً ونضجاً واقل نزقاً والتباسات وضبابيات زمن مضى ، ومادام السؤال يتعلق بالالتماعات الاولى لسيرة ومسيرة تجربتي الفنية ، اجد  ان بداياتي تقاسمتها عدة محطات ، الاولى منها هي تأثيرات العامل الوراثي ، صبواتي الاولى كانت في الانحدار من سلالة فن تمثلت في والدي الفنان التشكيلي الرائد طارق عتو ، وهو من المجايلين للخط الاول من الريادات ممن رسموا ملامح مشهد الفن التشكيلي في نينوى في مراحله الاولى واقصد المرحوم نجيب يونس والمرحوم ضرار القدو وراكان دبدوب ورائد الخط العربي الخطاط الباحث  المرحوم يوسف ذنون ، كان ذلك في مدرسة العراقية الابتدائية في واحدة من احياء الموصل القديمة وتحديداً في منطقة باب الجديد ، ارتبطت البدايات بالاحساس اني امتلك موهبة التحديق في كل شيئ ، حتى لو كانت حصاة بالوانها واشكالها ، اجدها تستوقفني ، هذا الخيال الذي كنت احمله او يحملني لا فرق ، جعل شغفي ينصب على النبش في كل شيئ من تفاصيل الحياة وشظاياها الجارحة وكنت استشعر ان هناك ثمة بيت من الشعر تركه الخالق امامي دون قافية ، وهنا وفي فضاء السؤال عن البدايات اقول ، ان كل طفل هو فنان بالضرورة ، المشكلة كيف يبقى فناناً عندما يكبر ، حسبما كان يقول بيكاسو ..  


س٢.بمن تأثرت في اول لوحة رسمتها . حدثنا عنها وماهي ظروف رسمها . ؟
في مرسم متوسطة الكرامة كانت اولى تجارب الرسم والنقل عن لوحات واقعية ومحاولة الاقتراب من تخوم اجوائها ، ولكن اللوحة التي بدأ معها مشوار تعميق رؤيتي للاشياء كانت لوحة لعباد الشمس نقلاً عن لوحة عالمية لتستغرقني شهراً من العمل المتواصل في نهايات مرحلة الدراسة في معهد الفنون الجميلة ، لتعرض في المهرجان السنوي للمعهد ولتكون في دائرة الضوء من اهتمام متذوقي الرسم من اساتذة وجمهور عريض من شعراء وذوي شأن من اجناس فنون اخرى ، وكنت عاقداً عزمي ان تكون اول لوحة تمثلني هدية لمن كان سبباً في قبولي في معهد الفنون الجميلة بتوقيت متأخر عن قبول اقراني في ذات السنة وهو المرحوم رئيس نقابة الصحفيين ومدير وكالة الانباء العراقية وقتذاك  الاستاذ قحطان محجوب . وبذات الوقت كانت هذه اللوحة سبباً في استهدافي من احد التدريسيين في واحدة من المواد الدراسية النظرية والذي عرض فكرة اقتنائها وشرائها لصديق طبيب مرافق له ، فاعتذرت منه وبحرج شديد ، تلك الواقعة كانت سبباً في نهش جرف معدل درجاتي العام .. وبرغم ذلك كنت من الاوائل فيما بعد . برغم انها كانت سبباً في كبوة أخرت تحقيق المرجو من مرتسمات طموحات كبيرة كنت قد خططت لها . وهناك اشراقات اخرى بضمنها وعلى ذات الصعيد والمتعلقة باول ملصق تصميمي نفذته وقتذاك وانا طالب في معهد الفنون الجميلة كان بتكليف من مسؤولي الاعلامي في لجنة الثقافة والفنون وقتذاك  والذي كان يمارس دوراً راقياً في دعم طلبة الفن الموهوبين لما يحمله من ثقافة وذائقة جمالية والذي اكن له التقدير الرفيع وهو القاص والاديب القدير والصديق الأحب د . فاتح عبد السلام ، الذي كان قد كلفني بتصميم ملصق جمالي في واحدة من المناسبات الاحتفائية وتم طبعه فيما بعد .

النشوة في المدرسة الواقعية


س٣.اي المدارس الفنية تفضلها وتمارسها في الرسم . 
في فترة الدراسة انفتحنا على كل المدارس الفنية المتاحة ، وعلى تجارب الفنانين العالمين والرواد العراقيين ، لأتأثر بالواقعية وهو تأثر حتمي وطبيعي فالمتلقي يريد ماهو قريب الى ذاته وفهمه ومحيطه بصرياً ومفاهيمياً ، الآن اجد نفسي متأثراً ومتعاطياً مع غالبية المذاهب والمدارس الفنية ، لا ارغب في التطواف واستبطان أغوار مدرسة فنية بذاتها . وهذه الفكرة لا اجدها تتوافق مع توقي المستمر في البحث عن منثور الجمال اينما التمع له بريق ، وفي أياً من مدارس الفن كان ، القلق المستمر هو السمة الغالبة لي بحثاً عن النتيجة التي تبهرني ، وفي الغالب اجد نفسي منشغل مؤرق وشغوف بالغوص بحثاً عن لؤلؤ الدهشة والإبهار في غالبية المواضيع التي اتناولها فوجدت  نفسي منفلتاً من الدوران في فلك مدرسة فنية بذاتها ومتمرداً على اطواقها ، واحيانا ًانجز عمل فني واربط فيه ماهو تقني وفكري وهذا يمنحني مسافة لتطويع اللوحة الى درجة الكشف عما تريده دوني ، ويصبح لها استقلالها الشكلي والفكري بعيداً عني . لكن تبقى المدرسة الواقعية هي التي تأخذني الى ضفاف الاحساس بالنشوة والمتعة ، ويخطئ من يعتقد ان العمل الفني الواقعي فناً مباشراً ، الواقعية فناً سحرياً يمارس حضوره الدائم في استثارة المتلقي والسفر معه الى وجدانيات من الاحساس بالمتعة والتعالق والتواشج الروحي ، الواقعية والاتقان فيها هي مسطرة قياس للموهبة دائماً . 
س٤.من يتابع لوحات الفنان التشكيلي عضيد طارق وسيرته الفنية يرى ان هناك تحولات مفصلية ، كيف ولماذا يحدث هذا عند الفنان . 


التحولات تأتي من خلال هزات ارتدادية في مجمل مسيرة الفنان وخصوصاً عندما يتنقل في فضاءات اكثر من جنس ابداعي ، مبدأياً انا اتنفس من خلال الرسم والتشكيل وكما تعلم انني امارس الصحافة والمقال النقدي واهتماماتي جعلت مني البعض في الكل فانا فرد في صيغة جمع ، ارتب كل شيئ بدقة واجعل لكل مقام مقال ، عندما يتعبني التشكيل اذهب للقراءة او الكتابة او العمل الجمعي في قيادة مشهد تشكيلي ، كل ذلك جعلني اشعر بحسرة الاحساس بالانتماء للاختصاص الذي ولدت موهبتي في كنفه . لتأتي ظروف الحجر المنزلي وتداعيات جائحةكورونا وقيود الحجر الصحي الذي رافقها ، لاجد وبشكل بديهي ان القيود تدفعنا دائماً لكسرها . لنصبح فجأة سجناء فرضت علينا قيود التباعد الاجتماعي والاغلاق الابداعي ، والقيود هنا كانت قد فعلت العكس تماماً معي لتدفعني باتجاه تحقيق مشاريع فن تشكيلي مؤجلة ، هنا حدث التحول في الإمعان والاستغراق في تنفيذ اعمال فنية تحاور الوجدان وتشتغل على الاتقان في الإبهار فكانت عدد من الانتقالات المحسوبة والمخطط لها بما يتماهى مع الذائقة الجمعية التي لا زالت تنتصر للوحة الواقعية . 

التلاقح الفني


س٥. هل شاركت بمعارض فنية قطرية ، حدثنا عن مشاركاتك . 
التشكيل من الفنون التي يمكن ان يقال عنها جماهيرية ، ففي كل مكان التشكيل يواجهنا ، فقط يلزمنا ان نربي اعيننا على المشاهدة الجيدة والإبصار في عمق الاشياء المحيطة بنا ، ولذلك على الفنان ان يقترب من نبض الجمهور وينصت لتطلعات مجتمعه ، المعارض تحقق لنا  فرصة الانتماء الى صيرورة نبض تدفع بنا الى مزيد من التلاقح الفني والخبري المنتج . غالبية المعارض المهمة التي كان الجمهور المتذوق يحج اليها في نقابة الفنانين المركز العام والجهات المعنية بالشأن التشكيلي كنت اشارك في دعواتها ولاسيما قبل الاحتلال واحداث عام ٢٠٠٣ . وكذا الحال بالنسبة للمعارض التي تنضمها المؤسسات الجهوية التي تعنى بالفن والتشكيل الرصين ، وقد انحسرت هذه المشاركات لاسباب منها ماهو معلن وآخر مطمور واسباب اخرى تتعلق بالارادة التي خططت لاجتثاث الذاكرة الفنية سبيلاً الى محو الهوية الفنية الثقافية والابداعية والتي كانت قد جعلت من العراق مركز فني وفكري عالي التأثير ، ولا اذيع لك سراً اذا قلت ان مدينة الموصل ونينوى الاشوريين مدينة الالف الخامس قبل الميلاد . لا تمتلك قاعة رسمية حكومية ( كلري ) لعرض فنونها التشكيلية لحد الآن . 


س٦.كنت لدورتين مسؤولاً عن شعبة الفنون التشكيلية لنقابة الفنانين في نينوى . ماذا اضافت لك هذه المسؤولية . 
قيادة مشهد فني تشكيلي في زمن دولة المؤسسات والثوابت المهنية والقيمية كان لها دورها في صقل تجربتي ، العمل النقابي هو ممارسة جماهيرية تدفع بالفنان المسؤول الى ناصية من الانجاز الاسمى برغم صعوبة التعاطي مع ذوات انسانية مختلفة المشارب والميول والانتماءات ، لكنها كانت وقبل احداث عام ٢٠٠٣ نافذة اطلت بتجربتي على سواحل من تجربة الخوض في رحاب العمل التنظيمي والقيادي الثقافي ، كنت بحق منغمساً وبعشق في تفاعلات واسهامات ومشاركات كبيرة عكست الوجه المشرق لملامح التشكيل الموصلي في محطات كثيرة ، على المستوى القطري والمحلي ، فالشعور بالقيمة الشخصية بالعمل مع وداخل الجماعة ومن خلالها يتشكل البناء النفسي للانسان ومن خلاله ايضاً تتحدد قيمة الفرد عند مجتمعه ، فالتكوين الانساني لا يحقق نموه الطبيعي خارج اطار اعمال مهنية يستوعب من خلالها الفنان القائد مسؤولياته ودوره الذاتي والمجتمعي .

ضرار القدو وبشير طه

س٧.بمن تأثر الفنان عضيد من الفنانين العراقيين وفناني نينوى ، وهل انعكس ذلك على لوحاتك . 

التأثر الفني لمجرد الأتكاء الدراسي لا بد منه في ايام صبوات الدراسة واجد ان الانغماس في التأثر لا يحقق اياً من التميز على المدى البعيد على المستوى الشخصي ، هناك اسماء لامعة كانت في دائرة اضاءة انتباهاتي ، فكثيراً ماتأملت ذلك الرواء المسفوح من الالوان على منبسط قماشة اللوحة للفنان المرحوم نجيب يونس بتراكيب الوانه المشرقة التي تحاكي اقصى طاقة تعبيرية للون وكذلك تقنية الفنان المرحوم راكان دبدوب وخطابه الجمالي الحديث وطريقة معالجة سطوح لوحاته وازقة الفنان المرحوم ضرار القدو وسحر وجمال الفنان حازم جياد في لوحاته ، هذه كانت محطات التأثير الاولى وماقبلها لوحات والدي الفنان طارق عتو ورسوم الطبيعة للفنان بشير طه . وبعدها حرصت ان اكون نسيج وحدي اتنقل كالفراشات بحثاً عن واحات النور الخاصة بي والتي تقربني من سر التشكيل والتشكل الشخصي الصرف .

س٨.اين تضع تجربتك التشكيلية وسط كم هائل من فناني نينوى المبدعين الرواد منهم والشباب . 

ابتداء احب التجارب المتعددة القراءات والتي تفصح عن رهافة حس ودقة ملاحظات وقراءة مغايرة للاشياء ، اليوم اصبحت التجربة الفنية هي الابن الشرعي لواقع فضيع ومرير في اشكالاته ، فلم يكن هناك فن مالم يكن مرتبطاً بالواقع ومتجذراً فيه وبخلاف ذلك لسنا بحاجة الى الفن . شخصياً تجربتي الفنية تابعت الواقع وذابت معه وعملت على طحنه لتحوله الى اعمال فنية ارضي به غروري وشخصيتي واقنع  بها المتلقي ايضاً ، فالحياة لوحة كبيرة ندخلها ببراءة ونخرج منها مثقلين بالعديد من القراءات لنعلقها على الجدران ونستلهم منها العبر ، وتبقى تجربتي الشخصية شخصية جداً تحاكي قصة وجعي وذاتي المعبأة بشغف البحث عن الغارق من الرؤى . 

تماسيح وأنهار

س٠٩حركة الفن التشكيلي في نينوى زاخرة بالاسماء الكبيرة وهي ظاهرة فنية ايجابية ، كيف تنظر اليها

نينوى كانت مركزاً فنياً حضارياً ثقافياً على مر تاريخها وبعد الانحدار المرير ابان فترة احتلالها من اعداء الجمال وكائنات القبح كانت قد عانت الشحوب والافول ، واليوم تعود لتزهر من جديد من خلال حراك فني ثقافي ابداعي بمختلف الاتجاهات وقد اذهل الجميع ، وانا اتابع مجاميع شبابية بدأت تتلمس لها خطاب جمالي يؤثث لمرحلة انتعاش تشكيلي مقبل لاتخطئه العين المدركة ، ومشكلتنا الان هي في قيادات هذه المؤسسات الثقافية المركزية والتي تعاني من أمية المعرفة بالدور الذي يضطلع فيه الفن في بناء الانسان بعد النكبات وظروف الحروب ، فلا زال هناك مسؤولون يتعاملون بهستيريا مع من يخالفهم الرأي وهم معذورون لانهم يفتقدون الخيال وان امتلكوه فهو محدود ، وللاسف اغلب من يتسيدون قرار المشهد الثقافي في مستويات المسؤولية الاعلى في العراق هم حفنة من التماسيح على الأنهر الجارية جاءت بهم مصادفات عمياء ، في العموم اعد هذا التراكم من الحراك الفردي والجماعي التشكيلي الشبابي هو ظاهرة ايجابية كما تفضلت ، والمتغير الكمي يؤدي بالنتيجة الى متغير نوعي فيما بعد حتماً 

اثراء العصر

س١٠.كيف تفسر تصاعد الاهتمام بالفن التشكيلي العراقي العراقي عموماً ، والموصل خاصة . 

بعد ان وجد الشباب ان ابواب الوصل مؤصدة مع المؤسسات الحكومية التي تعنى بالفن والابداع والاضافة وربما من خلال منهج مخطط له في تهميش وتجهيل دور الفن الريادي في عموم البلاد وجد جيل من الشباب تجربته الفنية في اتون محاولات جريئة في احداث عصف ذهني وفني ابداعي واعي . لمواكبة تطلعاته ومسايرة تقليعات فنية ثقافية غادرناها شكلاً ومعنى طيلة سنوات طويلة خلت من زمن احتلال العراق ولازلنا نقتات على بقاياها ، اجد اليوم ان الشباب بمختلف تجاربهم اتفقوا على دفع زورق محبتهم لمنجز فني تشكيلي رصين بأهداب عيونهم تقودهم عين مبصرة في البحث عن ذواتهم في مشتبك ظروف قاهرة ، لأجد  ان تجربة الفن التشكيلي في العراق ونينوى بالذات بدأت بخطاب جمالي يثري سيادة ايقاع حضاري جديد على نحو فريد 

من وحي الحجر المنزلي

س١١. كان لظروف الحجر المنزلي في جائحة كورونا دورها في استثارة اذهان الفنانين والمبدعين  والتحفيز لتقديم  ابداعات جديدة . بماذا استثمرت الوقت في هذه المرحلة .

في ظروف الحجر المنزلي والتي رافقها واجب الالتزام بالتواجد بالبيت بعيداً عن الاختلاط ، حاولت تقليص الاحساس بالفشل واللاجدوى للحد الادنى من الخسائر في ممارسة طقوسي الفنية ، وقد نفذت عدة اعمال فنية كانت مؤجلة البعض منها يبحث في موضوع الوجع العراقي من جراء الظروف طيلة سنوات طويلة خلت بضمنها موضوع النزوح من جراء احتلال مدينة الموصل من اعداء الانسانية والجمال وما تعرضو له من تهميش ومستقبل ذبيح ، ليذوقوا  مر الهوان ومنهم من استشهد باعين مفتوحة وفم لا يكف عن الصراخ . كل هذه الموضوعات استأثرت باهتمامي وكانت مادة دسمة لمضامين اعمالي بضمنها ايضاً الطفولة التي عانت الفقر والامتهان ايضاً بعد ان رأيت بام العين اطفالاً يتضورون جوعاً وتأكد لي ان هناك في العراق من يموت من التخمة وهناك من يموت من اطفال العراق من الجوع ، وفي المقابل كان هناك العديد من الاعمال الفنية الجمالية  ولوحات متفائلة تؤكد حقيقة من ( الالم يولد الامل ) والحث على ضرورة الاحساس بجمال ماحولنا ايضاً بعيداً عن المواضيع القاتمة


الحوار خاص بصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com