طلال الغوّار.. شاعر عراقي في سيرة أخرى لنغمات الناي

13 يوليو 2020
طلال الغوّار.. شاعر عراقي في سيرة أخرى لنغمات الناي

قصيدة

بنات الناي 

  

طلال الغوار

طلال الغوّار

بنات الناي

لها وحدها ما تريدُ 

وما تشتهي

ولها إيماءةٌ

 مثلما تفعل الملكاتْ

تتناسلُ من بين الأصابعِ

 وهي مفتونةٌ بألوانها

ثم تمضي 

بأبّهة العاشقاتْ

 هذه النغمات بنات الناي

لها سرّها

حينما تنثرُ أحلامها

لترتكب الوشاية بين القلوبِ

وبين الدروبِ 

وهي تسير في غنجٍ للبناتْ

لها سحرها

هذه النغماتْ

كأنّي أراها 

 من الجرحِ تخرجُ مفتونةً 

بصداها البهيْ

من الآهة مزهوةً 

بالمساء النديْ

فيهتزُ  في طرف الروح لي شجرٌ 

تسيلُ بأشجانه الطرقاتْ

فأراني اجرُّ سماءً ورائي

وارى 

جبالاً تسيرُ على هديها

وتواكبني في بهائي

هذه النغمات

متى ما تشاءْ

تمرّرُ أحلامها في المساءْ

فتستنفرُ العاشقين

وتوقظُ وعداً 

كاد يخبو على الشرفاتْ

تمرّرُ رقّتها في القصائد

دهشتها في براري المعاني

تمرّرُ  أفقا 

منحنٍ بالأغاني

هذه النغماتْ

لها  وحدها ما تريدُ 

وما تشتهي

اسمعها 

تهمسُ للّيلِ

طلْ ما تشأ أيها الليلُ

وأنا قمركْ

أنا أنجمّك الساطعات 

فخذْ من أنيني حنينا 

وهذي شجوني التي  تسهركْ

أنا النغمات بنات الناي

أنا من عمدّ العاشقون أحلامهم بصداي

وعلى نغمتي 

كم اتكئ الرعاةْ

وهم يصعدون السفوح

إنا من رمّمَ  روحَ تلك الفتاةْ

وهي تغمسُ أحلامها 

بحليبِ الصباح

هذه النغمات

حين اجلسُ  في الحديقة وحدي

في خطى الوردِ تأتي

إلى جانبي 

وتشاركني قهوتي

ثم تلقي على الروح  ظلاً خفيفاً

وتهمسُ لي 

  كم اتّسعت أمامي تخوم الغياب

وأنا اجرحُ بالبوح 

قصبَ الناي

ابحثُ عن روحي الهائمة

لعلّي إليها أصلْ

غير أني لم أزلْ

ألاحقها بأنيني

اثقبُ قلبَ الظهيرةِ

ولكننّي لم أصلْ

……………..

قصيدة خاصة بصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب- لندن

التعليقات تعليق واحد

عذراً التعليقات مغلقة

  • د سعد التميمي 13 يوليو 2020 - 2:53

    نص جميل كعادته الشاعر طلال الغوار بحسن تفجير طاقات اللغة من خلال الصور المشحونة بالعاطفة المسكونة في ذاكرة الشاعر ليضع بصمته على المكان بكل ما يحمله من إيحاءات

الاخبار العاجلة
WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com