عبد الرحيم عاوة ـ
ـ شاعر من المغرب.
هَشَاشَةُ الوُجُودِ المُفْرِطَةِ
فِي منعرجِ اللّيلِ القصيرِ
نتأملُ في ذواتنا المشوّهة
تعددت الثّقوبُ في الذّات
الذّات الّتي أصبحت ركاما من رماد تحمله الرّياح.
في اللّيل القاتم نعانق وحدتنا
نستكشف هشاشة وجودنا، وعبثيّته المطلقة
عشنا دوما في النّقطة الفاصلة بين الموت والحياة.
الحياة سراب نراه قريبا
وهو أبعد من سعادتنا المفقودة…
(لا أتذّكر الماضي لأنّني لم أكن طفلا يوما.
عرفت أنني هنا، أدركت حينها ثقل الحياة وأوجاعها)
فكان لزاما أن نصبح رجالا في سن مبكرة
لنقاوم رفقة أناس وُجِدُوا للكدّ وتجرع الألم.
(طفولتي المفقودة لن تعود يوما
لأنها تناثرت بين الأسواق وبيع السّجائر للمدخنين
تبخرت وأنا أرى تجاعيد الزّمن ترسم في وجه والدي.
وهو يعمل مع الآخرين لأجل لقمة مُرَّة لا تستساغ
كلما تذوقت الوجود بمعانيه الحقة أدركت أن الحياة شقاء أبدي
مسيرة دائمة نحو الظلام؛ نحو هشاشة الوجود المفرطة).
لم نكن سوى خطيئة آدم الأبدية
وتعنت الشيطان في تحديه للإله.
ــ من نحن؟
ــ نحن خطأ في سيرورة الزمن …
ــ نحن شظايا قنبلة الوجود التافهة…
ــ لماذا كل هذا الألم؟
كيف نمتلك القدرة على تقبل الحياة رغم أننا لم نعشها يوما؟
إلى متى يستمر نزيفنا المزين بدماء الأمل الزّائف بغد أفضل؟
كيف السّبيل إلى امتلاك الشجاعة اللاّزمة لمجابهة الحياة؟
بموت مشتهى في ركن قصي مظلم معزول
دون خبر أو نعي أو عبارات عزاء زائفة
كل الّذين تخلصوا من الحياة هم في عيون الأحياء جيدون
طيبون وملائكة اختارهم الرّب لصحبته في مائدته الواسعة الّتي تغطي سمائنا الضيقة…
خطيئتنا نحن الأحياء
نمنح الأموات مكان لا يستحقونه
تجعلهم أشد بؤسا في نومهم الأبدي
الأموات هم انعكاس للأحياء
في مرآة مكسورة إلى قطع صغيرة؛ لا تسمح لنا برؤية الحقيقة واضحة.
هذا الجدارُ الرقيقُ الفاصلُ بين الوجودِ والعدمِ
يحتاجُ فقط لفكرةٍ كي يتلاشى في سماء عقولنا النّتنة.
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب. -لندن
عاوة عبد الرحيم
صديق الطفولة
صديق الأوجاع
صديق التفاصيل
تكلمت بأصواتنا دمت مبدعا
صديقي عبدالناصر الزواري شكرا على مرورك رفيقي في الألم و الفرح و الحياة و الموت كل المحبة لك