ترقبُّ..العصفُور!
عبداللطيف الجوهري
شاعر من المغرب
جبالٌ تهاوت وجلا
وديان شاخت سكونًا بصداها
ابتعدي..
أنا السَّجين باسمك
معذَّب بظلِّك على أجنحة الرِّيح
ابتعدِي
أنا لا أتقنُ الحرب
سُيُوفي تهشَّمت
أحزنُ كثيرًا لأخبار الموتى والجوعى
وأكرهُ تجار اللِّقاحات
كنتُ أعشق المطر في كُلِّ الفُصول
صرتُ من الرَّذاذ
أكرهُ الغيوم والسحب
تهتُ بعيدا في الحقول
كَعصفور يبحثُ عن غُصِنه
ابْتعدي، صباحًا ومساء
رأيتُ أجْسادًا مُتعبَةً و أخْرَى تَسقُط
وأخْرى تحملُ رفاتًا بيدها
في مشهد جنائزي
كاد العالمُ أن ينتهِي
في كفِّ يَدي.
*****
الطَّريقُ،
تسافرُ بي وتتعبني
بين القلب
وأزرار القميص
تضيع المسافات وتختفي،
تغيب بعيدا عن مقلتي،
وأنا…
حائرٌ وسط الطَّريق جهة اليسار،
بيني وأنا لازلت أتعلَّم الخطو،
وسط الظَّلام حزنتُ لوجهِ القمر
ولعنتُ الأسماء والحُروف
وكلُّ جُمل الصَّرف والتَّحويل،
“سوف” سوف لم تعُد تُطرب
حتى حيِّنا الصَّغير،
ولا أحلام الأطفَالْ
وتجاعيد القرى و المُدن،
لعنتُ القَوامِيس الَّتي…..
ينهلُ منها حرَّاسُ الْمعابِد،
والملاَجئ،
سقط الدمع من الكلمات
حين صار لونُها شاحبًا،
حين أصبحت صفراء و”حمراء”
تباع في أسواق الدَّجالين
يلتقطها السَّدنة في حفل بهيجٍ
فتزهرُ الأعوامُ والسِّنين أوهامًا،
ضاع منَّا الطَّريقُ
وأخطأنَا الْمَسِير،
وها نحن في المزاد نقتني جراحنَا
بوجهين لعُملة واحدة،
لا أحد تذكر الطريق
أو أية جهة يقطنُ وجهه،
جهة اليمين أو اليسَار،
كلاهُما في المرآة
مُثقلان…..
شقيَّان…..
لا يلتقيانْ.
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة