أعود إلى النهر
نجمان ياسين
– إلى عريني الأول : الموصل –
أعودُ إلى النهر ،
أتعلم حكمته والجنون ،
أمُسِك عنق اللغة القديمة ،
وأدقُ أضلع الحروف ،
مُبتكراً أبجديّتي وجموح دمي ..
أرحل في كتاب الصحراء ،
وأحتضنُ اَيات المساجد والماَذن القديمة ،
وعالياً ،
عالياً ، عند عشِّ اللقالق في تاج القباب البيض ،
أُنشى مملكتي ،
وفي قلب الجبل ،
عند دير – مار متى – أُصغي إلى نبض الينابيع ،
وشدو العنادل ،
وأستحضر سَجادة النجوم في سماء – إقليعات الموصل – ،
أُعانق أرواحَ صبايا الكنائس في – الطاهرة –
وأهشُّ عن طفولتي الهائمة في حضرة – يحيى بن القاسم – ،
أعودُ إلى مراتع الصِبا ،
والصَبا ،
والصبابة ،
وأسرجُ خيول الروح لتُحلق في الغابات ،
وتحط في المُقرنصات ،
وأبراج اليمام ،
أُحاور شجرة التوت في محلَّتنا القديمة ،
أستفيئُ بظلها المُتراقص الرشيق ،
وأُخاصر جنيّة الماء والكبريت ،
أُحدق في عيون صقور – الحضر – ،
فتُهديني الرؤيةَ ،
والرؤيا ،
وتُسلمني لنداء الشجر المسكون بالغناء ،
أستجمعُ وسامةَ الفؤاد ،
وأكتُبُ تاريخَ الجمر والصحراء ،
أقِفُ بين يدي – صاحب الحوت –
مُرتلاً سُوَر الحب ،
وأكونُ الطفلَ الذي داروا به أبوابَ البلد السبعة ،
وجاء في عباءة السماء !
أ.د. نجمان ياسين ، استاذ التاريخ الإقتصادي والإجتماعي في كلية الاَداب جامعة الموصل ورئيس أسبق للإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق .
النص خاص لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة