نكاية بملوك الطوائف
هشام عبد الكريم

شاعر من العراق
نكاية
بالذين ما زالوا
يشهرون سيوف منعهم
بوجوهنا
ونكاية بالمسافات التي تشاكسنا
بكل نرجسية
ولم ترحب بخطواتنا
سأعقد صفقة
مع غيمة عابرة
كي تمد يديها إلي
وحينما
سأكون على ظهرها
سأحكي لها
عن قصة حبنا
وعن دموعنا التي ذرفناها
على قارعة الهوى
سأرجوها
أن لا تمطر إلا هناك
ففي سلا
يصبح المطر
رفيقا للعشاق
ومُحبا ً
لأشجارها الوارفات

وإذا رحلت الغيمة
ولم تمد لي يديها
سأعقد صفقة
مع نوارس البحر
لتأخذني معها
وهناك
عند الساحل
سأجلس بانتظارها
أعرف أنها
تحب زرقة البحر
وحفيف اجنحة النوارس

النوارس هناك
لا يسكنها الفزع
فلا تحلق عاليا ً
لن اعقد صفقة مع النسور
هكذا انا
أخاف على حبيبتي
من الطيور الجارحة
لن أتعب ولن تخذلني
الطريق اليها
وإذا مارحلت الطيور كلها
سأعود
إلى ذلك اللقلق الوحيد
الذي كان يزور مدينتي
إنه يعرفني
ويعرف جوامع الموصل
ويعرف كنائسها العتيقة
إنني أحبه
وكنت أمنع عنه
مكائد الصيادين
وأردد على أسماعهم :
إنه الحجي
وكانوا يسخرون مني
– حجي !!
أجل ، فهو لا يبني عشه
إلا على القباب والمنائر
عندها
كنت ألمح في عيونهم
شارات الندم
ربما كان يفهم
ذلك اللقلق ُ الوحيد
حواراتي معهم
بحدسه حتما ً ،
وأنا أعرف
بأنه سيرد ذلك الدَين
هكذا هي الحياة
وسيأخذني إليها
خذني يا صديقي الوحيد
أنا مثلك وحيد
حلّق بي عاليا ً
فسماء بلادي
مازالت تمطر دما ً
وأرضها تنبت ألغاما ً
خذني فسلا
رفة جناح
كما ترددون ذلك انتم
معشر الطيور
وحينما تصل الى الحدود
حلّق عاليا ً
في سماوات الرب
وحاذر من أن يرانا
حراس الحدود
لأنهم ،ما زالوا
يصوبون أسلحتهم
إلى قلوب العشاق
بعد ضياع ممالكنا كلها .
الموصل 6 / 3 / 2020
قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
تحيتي ومحبتي لك …ولقريش لهذا النص الجميل ….تبقى جميلا بشعرك …