هشام عبدالكريم شاعر عراقي.. يروي ما سكتَ عنهُ حرّاسُ الوطن

12 يوليو 2020
هشام عبدالكريم شاعر عراقي.. يروي ما سكتَ عنهُ حرّاسُ الوطن

من دفتر الألم

        هشام عبد الكريم

شاعر من العراق

مما أتذكّره
أنَّ الطيور 
كانت تبني أعشاشَها
هناك
وكنتُ كثيرا ً ما أباغتها 
بمشيتي المتلصّصة
وعندما تطيرُ فزعة
أضحك عليها
وأسألني :
هل أنا مُخيف حقّاً ؟
كان الخوفُ يتملكني
أنا المخيف !
عندما أصيخ لأصواتهم
مرةً أخذوني 
هناك إلى غرفهم 
مُغمضَ العينين
لم أدرِ أنّني 
شكّلت خطرا عليهم
كانت تهمتي
هي تحريض السنابل 
على الاحتجاج
والجداول 
على التوقّف عن الجريان
حتى يعودوا إلى رشدهم
والطيور 
على ترك أعشاشها
لم تشهد لي السنابل
ولا الجداول
الطيور وحدها قالت :
هذا رجل 
يمزح كثيرا ً معنا
كنت امزح كثيرا ً
ولكن المرارات 
لم تفارق قط فمي
حتى العسل 
أصبح مرّ المذاق
الأيام مرّة 
والشهور والسنوات كذلك
فمتى تعود للعسل حلاوته ؟
ولبلدي شمسه المشتهاة
مضى على ذلك
عشرات من السنين
غير انني
– وحتى عندما أكون 
قرب نهر مدينتي –
أسألني السؤال نفسه
– متى سأخرج 
من غرفهم المغلقة ؟

          2

لسنوات 
والحارس رثّ الملابس 
ما زال جالسا ً 
أمام قصورهم
مغلقة الأبواب
شاخ الحارس
وهم لم يكبروا
انهم نشطون
وكثيرو الضحك
قلت للحارس :
متى سيحيلونك 
إلى التقاعد ؟
ضحك بعينين دامعتين
واجابني بسخرية لا ذعة :
– بعد أن يحيلوا وطني كله
عندها ، فسوف لم يعد 
اي مبرر
لوجودنا نحن الحراس .

          3

كان حلما ً
بحجم السماء
وعندما ضاقت السماء
إنساب
من بين أصابعنا
ذلك الحلم
فجلست القرفصاء
وأنا أبكيه
بأنهار من الدموع .


قصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب -لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com