وسيم بنيان
يعرف الحبر العراقي بمخالبه التي تنهش الحروف الخدج.كلمات بغداد لا بد لها ان تقطر دما في مشيمة الغسق. دليل اصالتها الهذيان. كل نص جنوبي لا يزلزل مزيف.اي قصيدة نباتية لاتخرمش القريحة تدان. المنهج لابد ان يكون مقتحما.اكلت تصاوير الواسطي ريادة المقامات1،وهكذا يقتات المتصارعون على هزيمة بعضهم .الجاحظ الذي بنى عشه في سوق الطباعة وباض بخلائه وبيانه الذهبيين، ودون رسائلة عشقا للكراس.قضى نحبه حين تساقطت عليه الكتب كما يروى،
ومن المكتوب ما قتل.وها هو ابو عثمان يراقب منشوراتنا الرقمية،وقد ازداد جحوظا من بلادة الشعور.الضحية في الرواية لا بد لها من لفظ الدخان من وراء اللحد. اكسسوارات المفخخات والأحزمة الناسفة التي نثرها الارهاب،بدل الورد،في مسلة العراق،و التي لم تجد متحفا او مثوى،لوفرة الغباء، واميّة الساسة،ينبغي لها ان تنتأ من الاغلفة، وحواشي المسودات.ان تكتب عن الغربية يعني ان تشطر لسانك وتفح كافعى.
لكي تستعرض مآسي الشمال،لابد لك من حفر الجبل بنبرة الصقيع.مارس تمارين الكفاح، واضبط اوزان الهجوم.اشحذ اظافرك وتنكب وسطاك،لتخرمش جلد السطور.شعريتك الصولة،وارادتك التشظي.كل حشائش البارود وغن.تدرع بأنين الارامل.وشم جلدك بدموع اليتامى،حين تتهيأ للنفث.كن حربا.كن معطفا ساما.كن مدفعا مقاوما واقصف اعداء الشمس.
حدث علامات التشكيل، الضمة: احداق الاطفال من بغداد الى دمشق وحتى صنعاء.السكون:استراحة الشعراء قبل شحذ الهجاء.الشدة:لضم مراثيك في مسبحة الفضح.هكذا دان التوحيدي السلطة البغدادية قديما،حينما عنف قانون التجريم الذي ينفذ اذا نكح الفقير مثيله في الجنس2،بينما لا يحكم على الثري والمتنفذ ناكحا او منكوحا.
احمل صليبك كالحلاج او دعبل،وانشد في (التحرير) اغان للنصر.
الكتابة بنت الامل
عقد النصر بنواصي الشعر
النقد جلباب المعنى
قبل ان تذرف نقطة النص الاخيرة،احكم كمامتك،وانس التنفس،انك في كنيسة الكشف.نصك محراب.قصيدتك تاريخ.والانسان المعذب تضاريس غابتك. ما من سلاح بحوزتك في هذه الحرب،خلا البوح.
1-من مفارقات التاريخ ان (مقامات الحريري) لم تشتهر في الغرب،ولم يستسغها احد،بينما اشتهرت الصور التي زينتها وهي بريشة الواسطي،واصبحت علامة فارقة في فن التشكيل.
2- اورد ابو حيان التوحيدي،قصة رجلا وجد فوق قفى رجل اخر،وقد فر الذي فوق حينما تقدم نحوهم رجال الشرطة،فخاطبهم الذي بقى بما مضمونه: ومالنا لا ننكح! ان كنا من علية القوم،اتراكم تطبقون علينا القانون؟!
عذراً التعليقات مغلقة