زقاق السنديانة
السِفر الثاني من الشذرات
رضوان خديد
شاعر من المغرب
إلى الذين لا يكررون أنفسهم…
الغاوون حقا
-1-
لم أعرف بعد
أين أضعتُ رأسَ قصيدتي؟
أذكر أني لعبتُ بطاقية الإخفاء
كنتُ أتلذذُ غيابي
الآن تبدأ سطوري
من الكتفين
لا شيء فوق.
-2-
ثم إنَّهُ في حَمْأة التيه نَسِيَ اسمهُ
فعرفوه بالجنون
وعرف ذاته باسمها.
-3-
أترَى الأسيرَ في أغلالِ الشَوْقِ؟
على دِينِ السَجَّانِ
على مَذْهَبِ القَيْدِ.
-4-
تُخبرني زفراتُ القطار
أنَّ التّيهَ
يَلِدُ التيه
متى يصمُتُ المِرجَلُ
لن أنزل
ولن ألتفِتَ خَلْفي.
-5-
عذَّبني الشوقُ إلى لغتي
تلك الحروف التي تترفَّق بي
تتركني أكتبها، أسكنها،
أعبثُ بجدائلها
تترُكُ سِرَّها على وَرَقي.
-6-
أحيانا أفزَع من خنوع الورقة
أحيانا يُرعبني استسلام البياض،
على المداد أن يتراجع
على الكلمات أن تنتظر
نبضَ الحياة.
-7-
لا أحبُّ الورق الصقيل
جسده اللامع جدا
الواثق جدا
لا يُناسبُ مدادي.
-8-
أيها السنديانة الواقفة
في وجه الخفافيش
تعرّت الأكتاف
والأغصان.
-9-
سَنَتَصالَح
طبعاً سَنكونُ بَقيَّةَ أَوْطانٍ
على حفنة تُرابٍ
في زُقاق الريح
لكننا سنتصالح.
-10-
توقفي أيتها النفس الأمّارة بالشِّعر.
خاص لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة