محمد شاكر
شاعر من المغرب
الموسيقى
اَلْموسيقى..
سُلَّمُ بَوْحٍ بِه أَرْقى
إِلى مَلَكوتِ الذّاتِ، حيْث أكونُ
مُشْرَعَ الأَعْماق.
ولا أَشْقَى
في الْعُلُوِّ السَّحيق.
لا أَنْأى عَن حَفيفِ الذِّكْرياتِ
تَحومُ مِن حَوْلي.
أَراني ، تَتَقاذَفُني الرَّعَشات
وَأنا القشِّةُ في لُجِّ الْهَباء.
لا شَيْء مِنْ تَحْتي
يُعيق خُطى الإِسْراء ِ
لا شَيْء مِن فَوْقي
يَحْجُب فيْضَ الأَضْواء
أنا الريشَة التي ..
تَخفَّفَتْ مِن وِزْرِ اللَّحَظات
لا تَنْسى عُصْفورَ طُفولَةٍ
قَبْل أنْ يَهْوي
أَوْرَثَها انْسِيّابَ جَناح.
أََسْبَحُ في لاَزورْدي الْجِهات
كَأنيّ الْماءُ شَفَّ عَن مائِهِ
واسْتَثْنى الْبَلَلْ.
كَأنّي السَّديمُ تَخَلّى عَن عَمائِه
أمْسى بِبَصيرةِ مُطْلَق.
كَأنِّي لاَ أَنا..وَلا سِواي
مَحْض احْتِمالٍ يَتَبادَلُني
يَتَمَرْأى بِكُلِّ الصِّفات.
يُؤانِسني سِرْبُ “نُوتاتٍ”
خَفَّتْ إِليَّ مِنْ أَوْتارِ قيثارة
بِكامِلِ الْبَهاءْ.
أَقْلَعتْ مِن غَوْر الرُّوح
خَيْط نورٍ
يَصِلُ الأَرْض بِشاهِقِ السَّماءْ.
اَلْموسيقى…
هَوْدَجُ شَوْق
حَطَّ بي ، أَخيرًا، عَلى شَجَر اشْتِهاءْ
في أَقْصى الرَّغْبة
بَنى لي عُشَّ هَناء.
لوْ أنِّي
أَنْقُل عَدْوى الشَّقْشَقات
لِشِعْر يُقْعِدُه نَثْرُ الْكَلام ِ
عَنْ صَحْو الْغِناء
عَلى ضفّةِ جُرْحٍ
أَوْ تَحْت نَخلْةِ الرَّجاء.
محمد شاكر.
06.10.2020
القصيدة خاصة بصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب. -لندن
عذراً التعليقات مغلقة