العربي والبابطين وصورتنا الإيجابية

26 نوفمبر 2020
العربي والبابطين وصورتنا الإيجابية

 
 ذعار الرشيدي

عندما سافرت إلى بلجيكا عام 2013 لتغطية الدورة الثالثة عشرة لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين، كنت في البداية أعتقد أنه عمل صحافي آخر أقوم به، خبر هنا وتقرير هناك، وينتهي الأمر ومن ثم نعود.

ولكن تبين خطأي، إذ إنني اكتشفت عالما ثقافيا جديدا، عالما متكامل الأركان ثقافيا وديبلوماسيا بل وإعلاميا أيضا لمؤسسة كويتية غير ربحية استطاعت أن تكون عاصمة متنقلة للشعر والأدب العربي.

يومها ومن بين أكثر من 300 إعلامي ومثقف عربي كانوا مدعوين معي من مختلف أرجاء المعمورة كنت أفخر بأنني كويتي لكون الجائزة انطلقت من بلدي ويديرها ويشرف عليها الأديب الكويتي عبدالعزيز سعود البابطين الذي تحمل اسمه.

ما حصل بعد المؤتمر كشف لي أمرا آخر، أمرا غاية في الحيوية، لا علاقة له مباشرة بالجائزة ولا بأهدافها، وهو الأثر العميق والممتد الذي أعقب المؤتمر في الصورة الإعلامية التي تسبب المؤتمر في تصديرها عن الكويت، وهنا أتحدث من واقع كوني إعلامي متخصص، فما حصل هو أن أغلب الصحف العربية والمجلات الأدبية المتخصصة نقلت على مدار أيام أحداث المؤتمر وندواته ومحاضراته وبطبيعة الحال ان تشير تلك التقارير إلى الكويت وهي تنقل عن مؤسسة جائزة البابطين كون الكويت المقر الرئيسي لها وبلد انطلاقتها، الأمر هنا كان تغطية إعلامية مستمرة لأيام في أهم الصحف والمطبوعات العربية تنقل أغلبها صورة إيجابية عن هذه الجائزة الأدبية «الكويتية»، وكأن الجائزة قامت بنقل صورة إعلامية إيجابية عن الكويت وبشكل أدبي راق غير مباشر، وهو أمر يفترض أن تقوم به وزارة الإعلام عبر الإعلام الخارجي، ولكن هذا ما فعلته الجائزة في مؤتمر واحد ونقلت صورة مشرفة ومشرقة عن الكويت نقلتها أفلام وألسن نخب ثقافية عربية إلى بلدانها، وبالمناسبة هذا ما كانت تفعله مجلة العربي في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات، التي صدرت صورتنا الإعلامية الإيجابية إلى أنحاء الوطن العربي لأكثر من 3 عقود وهذا ما فعلته جائزة عبدالعزيز سعود البابطين، وسبق أن ذكرت هذا في مقالات سابقة لي بعد المؤتمر الثالث عشر الذي عقد قبل 7 سنوات من الآن تقريبا.

الدول تدفع الملايين لتحسين صورتها الإيجابية والكويت كانت تفعل ذلك بصورة ثقافية غير مباشرة، كما في مجلة العربي وبصورة مباشرة كما كان يفعل قطاع الإعلام الخارجي، وكما ذكرت يكلف الملايين للدول، ولكن جائزة مؤسسة البابطين غير الحكومية فعلت ذلك واختصرته وقدمت للعالم عنا صورة راقية جدا.

هنا لا أطلب من الحكومة أو وزارة الإعلام ان تدعم الجائزة فهي ليست بحاجة لهذا، ولكن على الأقل أن تقوم وزارة الإعلام بإعادة تفعيل نشر إصداراتها الثقافية السابقة، وأن «تقلد» مؤسسة البابطين في مؤتمراتها وندواتها الثقافية والشعرية.

الأنباء الكويتية

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com