خطاب من أجل إعلاء مكانة الوطن والمواطن

5 نوفمبر 2020
خطاب من أجل إعلاء مكانة الوطن والمواطن

د. بثينة حسن الأنصاري

بثينة الانصاري

كاتبة من قطر

خبيرة تطوير التخطيط الاستراتيجي والموارد البشرية

تسامينا في قطر فوق الافتراءات والأكاذيب، ومضينا في تنمية وطننا على الأصعدة كافة


جلست أمام شاشة التلفاز أصغي بكل حواسي إلى خطاب سيدي حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه في افتتاح دور الانعقاد العادي الـ49 لمجلس الشورى، وقد استحوذت كل فقرة وعبارة بل كل كلمة فيه على تفكيري، وامتزجت عندي مشاعر الحماس والزهو بقائد وطننا وبهذا الوطن الخيّر المعطاء، فتوجيهات سموه -حفظه الله- دائما ما تنبه إلى إعلاء مكانة الوطن والمواطن، وتشكل نبراسا يضيء لنا دروب المجد والرفعة، ومنارة نهتدي بها إلى بر الأمان في عالم اليوم الذي أصبح كبحر لجي تتلاطم فيه الأمواج.
الخطاب تناول جوانب عديدة كل منها غاية في الأهمية، لدرجة يصعب معها على الكاتب أن يختار أيها يبدأ، لكن دعوني أستفتح بما ذكَّى عندي مشاعر الحماس، وهو تعزيز مكانة قطر الدولية رغم استمرار الحصار الذي يعد الورقة الأخيرة لدى من لا يريدون لدولتنا الخير، فالشواهد كلها تؤكد أن قطر حاضرة بقوة جلية على الساحة الدولية، بفضل الله وقيادتها الرشيدة والحكيمة التي تحظى بكل حب واحترام، ومدرستها الدبلوماسية الفريدة التي حققت نجاحا منقطع النظير في التواصل مع دول العالم، ولكونها ايضا المصدر العالمي الرائد للغاز الطبيعي المسال، والوسيط الأمين في التوصل إلى اتفاقيات سلام بين العديد من الأطراف، ونجاحها في استضافة كأس العالم لكرة القدم 2022، فقد حققت كل هذا على الرغم من الحصار الجائر والجهود المضنية من جيرانها لتهميشها، لأننا تسامينا فوق الافتراءات والأكاذيب، ومضينا في تنمية وطننا على كافة الأصعدة.
الموضوع الثاني في الخطاب الذي استغرق كل تفكيري، تنبيه سمو الأمير المفدى إلى عدم التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية حتى نتجنب تداعيات الموجة الثانية من كورونا،

وهنا أؤكد أننا جميعا بإذن الله سنكون عند حسن ظن سمو أميرنا بنا، فالإنسان هو عماد هذا الوطن، وصحته تحتل مكان الصدارة في قائمة الأولويات، فصحة المواطن عندما تكون في أحسن حالاتها ينتج عنها تفكير سليم وإبداع وابتكار ونشاط وحماس، فالعقل السليم في الجسم السليم، ولذلك نرى الاقتصاديات المتقدمة في العالم اليوم قوامها التنمية والموارد البشرية، والعقل المبتكر غير التقليدي، وفيروس كورونا لا يزال موجودا ويضرب بشدة دول أوروبا وأمريكا فلنحذر ونلتزم كما وجهنا أميرنا.
في هذا الصدد دولتنا لم تقف من جائحة كورونا موقف من ينتظر أن يصنع الغير له اللقاح، ولكنها من بين الدول التي أخذت زمام المبادرة لدعم جهود تصنيع اللقاح، فقد ذكر سمو الأمير المفدى حفظه الله ورعاه أننا: «دعمنا جهود المجتمع الدولي وقمنا بتقديم المساعدات اللازمة لأكثر من 70 دولة ومنظمة دولية وسنواصل دعم الجهود للإسراع في تصنيع اللقاح الضروري وتوفيره بشكل عادل للدول الأكثر احتياجا» ولنقرأ جيدا قول سموه «وتوفيره بشكل عادل للدول الأكثر احتياجا» هذه هي قطر، قوة للخير والسلام، فسوق الدواء هي أكثر الأسواق التي فيها يستغل المنتج المستهلك، على اعتبار أن المستهلك مضطر لشراء الدواء مهما غلا ثمنه، أما قطر فهي غير، تريد الخير للعالم كله، وتسعى إلى إيجاد الطعام لكل فم والدواء لكل مريض والعمل لكل يد.
يحق لكل قطري أن يزهو بقيادته ووطنه وبمشاركته في انتخابات مجلس الشورى التي ستجري في أكتوبر العام القادم 2021 – وكما ورد في الخطاب – ستجري الانتخابات بموجب الدستور الذي استفتي عليه عام 2003 ولهذا نقوم بخطوة مهمة في تعزيز تقاليد الشورى القطرية وتطوير عملية التشريع بمشاركة أوسع من المواطنين، قال الله تعالى: «وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين» سورة آل عمران، الآية 159.
سمو الأمير حفظه الله ورعاه طمأن في كلمته المواطنين على اقتصاد البلاد ومتانة الريال القطري خصوصا في هذه السنة التي طالت فيها جائحة كورونا كل اقتصاد في العالم دون استثناء، وألحقت به أضرارا بليغة، ونالت من قيمة الكثير من العملات، لكن بفضل السياسة الاقتصادية الحكيمة ظل الريال القطري محتفظا بقيمته ثابتا وراكزا.
وعلى صعيد آخر في ظل هذا السباق المحموم نحو العلاقات مع إسرائيل، والذي شمل أطرافا عربية في تجاهل صارخ لعدالة قضية فلسطين أكد سموه على حق شعبها الشقيق في إقامة دولته المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذا لأن قطر بلد المبادئ الثابتة التي لا تتلون ولا تفرط في حق عربي، خصوصا وأن قضية فلسطين هي أعدل قضية على مر التاريخ. 
ولقد عبر سموه حفظه الله عن مشاعر شعبه – وسموه أكثر من يحسها – تجاه فقد رجلين من أهم وأعظم رجال الخليج، وهما جلالة السلطان قابوس باني سلطنة عمان الحديثة، الذي ربطته بقطر علاقات من الاخوة والود المتبادلين، وصاحب السمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي عمل بكل ما أوتي من قوة للتوفيق بين الدول العربية وإصلاح ذات البين في دول الخليج والذي لن ننسى مواقفه معنا، داعيا أن تستلهم دول مجلس التعاون من اعتدال الفقيدين وحكمتهما المواعظ والعبر الصحيحة لمستقبل العلاقات فيما بينها.
لم يغب عن بالي وأنا أتابع بكل حواسي كلمة سمو الأمير المفدى أن كثيرا من المراقبين والمحللين حول العالم يجلسون أمام شاشات التلفاز كأن على رؤوسهم الطير، يستمعون بكل حواسهم أيضا إلى نداء العقل والقلب، نداء الإنسانية والأخلاق والضمير، فهل من مجيب؟.

عن /الوطن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com