باريس -قريش :
روى دبلوماسي عراقي سابق جانباً من الخِصال والصفات العربية الأصيلة التي لمسها بنفسه عند مقابلة الامير الراحل خليفة بن عيسى آل خليفة رئيس الوزراء البحريني الذي توفي في الولايات المتحدة عن ٨٥ عاماً، وقال نواف شاذل طاقة وهو دبلوماسي عراقي قديم تنقل بين العواصم ويقيم الان في باريس ،
انه كان في وفد عراقي في العام 2000 بصحبة وكيل وزارة الخارجية الراحل نزار حمدون في زيارة الى المنامة، حين كانت العلاقات مع البحرين ليست على احسن حال بسبب تداعيات غزو العراق للكويت وما نتج عنها من موقف خليجي ، فيما كانت بغداد تسعى الى رأب الصدع وطي صفحة الماضي المؤلمة. وبحسب رواية الدبلوماسي العراقي في صفحته على فيسبوك أنّ رئيس الوزراء البحريني الراحل آل خليفة أصر على استقبال الوفد العراقي في مكتبه، بحضور الشيخ خالد آل خليفة، الذي كان يشغل منصب وكيل وزارة خارجية البحرين في حينه فيما اصبح لاحقاً وزيرا للخارجية ومن ثم مستشار للملك.
ويضيف الدبلوماسي السابق ، انه رحب الشيخ خليفة آل خليفة ترحيبا حارا بالوفد العراقي بما يوحي انه خارج منظومة التجييش ضد العراق في حينه، وبدأ حديثه بالتعبير عن حبه للعراق، مستذكرا سفرة له الى البصرة وبغداد مطلع ستينيات القرن الماضي بحافلات “النيرن”، على حد وصفه، مستفسرا إذا كنّا لا نزال نذكرها. ثم واصل الراحل آل خليفة حديثه بل تغزله بالبصرة وبغداد والعراق وشعبه ونخيله ونهريه وكرم اهله، وسط دهشة الوفد العراقي لهذا الخطاب في ظل التوتر الذي عرفته العلاقات مع بعض دول الخليج.
ويقول الدبلوماسي نواف طاقة:
بعدها انتقل آل خليفة رحمه الله الى الحديث عن القيادة السياسية في العراق، وراح يتحدث باعجاب كبير عن تجربة العراق، وعن الرئيس العراقي صدام حسن، وعن تفاصيل حميمة للقاء جمعهما، وطلب نقل تحياته للرئيس الراحل، فيما كان الشيخ خالد آل خليفة محرجا يحاول تغيير سياق الحديث دون جدوى. رحم الله الراحل خليفة بن سلمان آل خليفة وطيب ثراه، كان رجلا عروبيا آمن بالامة العربية واراد توحيد كلمتها.
عذراً التعليقات مغلقة