واشنطن -قريش:
تكاد الصحافة السعودية ووسائل الاعلام الاخرى المرتبطة والممولة من الرياض تتجاهل مذكرات الرئيس الاسبق للولايات المتحدة باراك اوباما ، كونه اضفى عبارات الزعامة المتفردة على الرجل القوي في الامارات العربية الشيخ محمد بن زايد ، فيما لم يشر الى الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي ، الرقم الاصعب اليوم في الخليج ، الذي لم يكن في واجهة السلطة بالسعودية في فترة حكم اوباما بالرغم من وجوده في المشهد ، كما لم يتناول اوباما أياً من ملوك السعودية بكلمة اطراء ، بالرغم من وصفه المسهب للقائه مع الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز ووصفه لقصوره المذهلة ومائدة الطعام الخيالية وحديثه الشخصي حين اخبره الملك عبدالله ان لديه ١٢ زوجة وانه دائما هناك واحدة غيورة . ويبدو انه لم يكن مرتاحا من الحذر السعودي في استقبال طلبين مقيمين الاول نقل سجناء غوانتنامو الى السعودية والثانية تدخل العرب بمبادرة مع اسرائيل تحت رؤية عودة المفاوضات ، وهو ما يفترض ان يكون دورا امريكاً لدفع عملية السلام . .
واعترف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في كتابه «أرض الميعاد» ان واشنطن ليس لها تأثير ونفوذ في سوريا ، وانها كانت تعرف ان روسيا وايران هما صاحبتا النفوذ لذلك لم يكن له
خيارات كبيرة . وبحسب معاينة ماكتب اوباما فإنه جانب الحقيقة حيث كان قد اطلع على توثيق استخباري مؤكد عن استخدام قوات الرئيس السوري بشار الاسد السلاح الكيمياوي في بلدات سورية وانه اكتفى بجدول زمني لتفكيك السلاح الكيمياوي السوري من دون ان تنجز اية لجنة مراقبة امريكية الامر ، وكانت روسيا تدير العملية حتى طويت . ويمضي اوباما في معظم كتابه الى سرد جانب من حقائق احداث الشرق الاوسط وما سمي بالربيع العربية ، وبدا مهلهلا وضعيفا وحتى تافها حين قارن بين سقوط اربعمائة اربعة سوري في حرب ضروس فيس سوريا وسقوط اربعة عشر مواطنا في احتجاجات البحرين ، واشار الى ان ادارته اجتمعت لتفكر كيف تتعالج الموقف في البلدين من دون المرور على حيثيات احتجاجات استغرقت شهرين وبين حرب تمتد لتسع سنوات .
وقال أوباما بشأن الاحتجاجات التي خرجت في البحرين عام 2011، : “تماما كما توقع محمد بن زايد، خرجت مظاهرات ضخمة، أغلبها شيعية ضد حكومة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في العاصمة المنامة، وردت الحكومة بقوة، مما أسفر عن مقتل العشرات من المتظاهرين وإصابة المئات. ومع تفاقم الاحتجاجات بسبب عنف الشرطة، اتخذ الملك حمد خطوة غير مسبوقة بدعوة فرق مسلحة من الجيشين السعودي والإماراتي للمساعدة في قمع مواطنيه”.
وقال أوباما: “قضيت أنا وفريقي ساعات نتصارع حول كيف يمكن للولايات المتحدة أن تؤثر على الأحداث داخل سوريا والبحرين. وكانت خياراتنا محدودة للغاية”، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لم يكن لها نفوذا على سوريا المتحالفة مع روسيا وإيران مثلما كان لها نفوذا على مصر.
وأضاف: “بالنسبة للبحرين كانت عكس المشكلة مع سوريا، إذ أن البحرين حليف للولايات المتحدة منذ أمد طويل، وتستضيف الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية. سمحت لنا تلك العلاقة بالضغط على حمد ووزرائه، بشكل خاص، للاستجابة جزئياً لمطالب المحتجين وكبح جماح عنف الشرطة”.
وتابع بالقول: “ومع ذلك، رأت المؤسسة الحاكمة في البحرين المتظاهرين على أنهم أعداء متأثرون بإيران ويجب السيطرة عليهم. وبالتنسيق مع السعوديين والإماراتيين، كان النظام البحريني سيجبرنا على الاختيار، وكان الجميع على دراية بأنه عندما حان وقت الضغط، لم نتمكن من المخاطرة بموقعنا الاستراتيجي في الشرق الأوسط بقطع العلاقات مع 3 دول خليجية”.
وأقرّ أوباما بأنه “رغم البيانات المتعددة من إدارتي التي تدين العنف في البحرين والجهود المبذولة للتوسط في حوار بين الحكومة وقادة المعارضة الشيعة الأكثر اعتدالاً، فإن فشلنا في قطع العلاقات مع حمد، خاصة في أعقاب موقفنا من مبارك، جعلنا نتعرض لانتقادات شديدة”.
واشاد اوباما بمواقف الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي ، حين مارست الإدارة الأمريكية إبان ما يسمى «ثورات الربيع العربي» ضغوطاً على الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك للتنحي
وكتب أوباما أنه خرج بانطباع بعد لقاء حسني مبارك عام 2009 في القاهرة، سيصبح مألوفا جدا في تعامله مع الحكام المستبدين المسنين قائلا: ”يعيشون في عزلة في قصورهم، وكل تفاعل لهم يتم بوساطة موظفين جامدي المشاعر وخنوعين يحيطون بهم؛ لم يكونوا قادرين على التمييز بين مصالحهم الشخصية ومصالح شعوبهم“.
وأضاف أوباما: ”قد لا أتمكن من منع الصين أو روسيا من سحق معارضيهما، لكن نظام مبارك تلقى مليارات الدولارات من دافعي الضرائب الأمركيين؛ لقد زودناهم بالأسلحة وتبادلنا معهم المعلومات وساعدنا في تدريب ضباطهم العسكريين؛ وبالنسبة لي فان السماح لمتلقي تلك المساعدات، لشخص نسميه حليفا، بارتكاب أعمال عنف وحشية ضد المتظاهرين السلميين، أمام أنظار العالم كله، كان ذلك خطّا لم أرغب في عبوره“.
ويتحدث أوباما في كتابه كيف حذره محمد بن زايد آل نهيان من خطر الإخوان المسلمين وتداعيات الضغط على مبارك. وأضاف: “تذكرت محادثة أجريتها مع محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي لدولة الإمارات العربية المتحدة، مباشرة بعد أن طالبت مبارك بالتنحي. شاب، محنك، قريب من السعوديين، وربما أذكى زعيم في الخليج، لم يُنمق الكلمات في وصف كيفية تلقي الأخبار في المنطقة”.
وتابع أوباما بالقول: “أخبرني محمد بن زايد أن التصريحات الأمريكية عن مصر تخضع لمراقبة عن كثب في الخليج، بقلق متزايد. ماذا سيحدث لو دعا محتجون في البحرين الملك حمد للتنحي؟ هل ستصرح الولايات المتحدة بالتصريحات نفسها التي صرحت بها عن مصر؟”.
ورد أوباما: “أخبرته أنني أتمنى العمل معه ومع آخرين لتجنب الاضطرار إلى الاختيار بين جماعة الإخوان المسلمين والاشتباكات العنيفة المحتملة بين الحكومات وشعوبها”. ونسب أوباما إلى محمد بن زايد قوله إن “الرسالة العلنية لا تؤثر على مبارك، كما ترى، لكنها تؤثر على المنطقة”.
وأضاف أوباما أن محمد بن زايد حذر من أنه “إذا سقطت مصر وتولى الإخوان زمام الأمور، فقد يسقط 8 قادة عرب آخرون”، وتابع أوباما: “ولهذا انتقد بياني، إذ قال إنه يظهر أن الولايات المتحدة ليست شريكا يمكننا الاعتماد عليه على المدى الطويل. كان صوته هادئا وأدركت أنه لم يكن طلبا للمساعدة بقدر ما كان تحذيرا. ومهما حدث لمبارك، فإن النظام القديم لم يكن لديه نية للتنازل عن السلطة دون قتال”.
وتابع أوباما بالقول: أخبرني محمد بن زايد أن التصريحات الأمريكية عن مصر تخضع لمراقبة عن كثب في الخليج، بقلق متزايد.
وقال أوباما: أخبرته أنني أتمنى العمل معه ومع آخرين لتجنب الاضطرار إلى الاختيار بين جماعة الإخوان المسلمين والاشتباكات العنيفة المحتملة بين الحكومات وشعوبها.
عذراً التعليقات مغلقة