هذه المرَّة سَأستمعُ كثيراً
نجاح هوفاك
شاعرة سورية
مقيمة في ألمانيا
……….
أتخيَّلُ أنَّني عَائدة إلى دياري
لأحتفلُ طوال اللَّيل
وأعقدُ مع جارَاتي جَلسة مفتوحة
للضَّحكات
لكلِّ الأحَاديث التي فاتتني
هذه المرَّة سأستمعُ كثيراً
لن أغلق أذني كالعادة وألوذ بشرودي
نعم سأستمع للزوجات الحانقات
لتفاصيل إهمال شركاء الحياة لهن..
لفتيات تسرحن بأحلامهن
ولا يجدن خلاصاً سوى بدلة بيضاء..
لجارتي السمراء وقد فاتها القطار
وتفتخر أنها كرست حياتها لأخيها وأولاده..
سأستمع لأم صديقتي التي هجرها زوجها
واكتفى بحضن زوجته الجديدة
سأستمع للطفلات الهاربات
من غمزات ابن الجيران
وهن يجرين خائفات ضاحكات..
سأستمع لابنة جارتي
وكم من المرات هربت من زوجها
ورجعت لبيتها مرغمة
لينهال عليها بالضرب مرة تلو مرة..
وتلك الفتاة التي تحب شابا
وهو يوعدها ولا يكتفي بأخريات..
سأستمع لنواح الأمهات
اللواتي زغردن على المقابر
وغنين بأصوات مشروخة..
سأستمع لقصص الإنتحار
وحولها ألف سؤال واستفهام
سأستمع لقارئة الفنجان
وأقهقه عاليا دون أن أخبرها ..
كم أنت كاذبة..
سأستمع لكل امرأة خانها الزمن
ولا تجد رفيقا سوى الأواني
ومائدة الطعام لتشاركها شرب قهوة
أو سماع أغنية….
ثم سأستمع لنفسي
لكن هذه المرة لن أجادلها
سأكتفي بالصَّمت…. وأستمع…
…
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق. ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة