البرلمان العربي.. رديف الجسم العليل

12 ديسمبر 2020
البرلمان العربي.. رديف الجسم العليل

بقلم المراقب السياسي

تتوالى الأكاذيب يوما بعد آخر على العرب، فيسوقونها لأنفسهم ويعودون فرحين ليصدقوها. التشكيلات

 التي تحمل العناوين العربية كثيرة لكنها من دون فاعلية وباتت ثقلا معيقاً لتيارات التحرر والوعي التي لا تزال تبحث عن فرص للظهور واثبات الوجود في الساحة العربية.

كما ان العناوين المختلقة الكثيرة هي ابواب مشرعة لموازنات ينبغي ان لايكون مكانها الوهم ، وانما افواه الفقراء والمرضى في هذا الزمن العربي التعيس.

العرب لم يفهموا من جامعة الدول العربية أي شيء، فلا دور لها في معالجة

 ازمة ثنائية أو أزمات جماعية وما أكثرها في الجسم العربي المريض . حتى ان الجامعة العربية بات من أكبر مهماتها غير المنجزة في دقة وامن واجماع هي عقد مؤتمرات القمة العربية. وعلى الصعيد الدولي يغيب وجود الجامعة العربية أو يظهر عبر تعليق يخص وضع الهجمة على الإسلام في فرنسا بسطرين او قضية التطبيع مع إسرائيل وانقسام الصف العربي والفلسطيني بثلاثة أسطر، وكلها مهمات تستطيع اية سكرتارية صحفية تنفيذها.

يزداد الوضع العربي تردياً عبر واجهة تدعي الاستقلالية وهي جزء من الجسم العربي العليل، ذلك هو البرلمان العربي ، الذي تشكل منذ  ثماني سنوات ، من دون أن يكون له أي تأثير في اجتراح علاقات عربية دولية جديدة ، ومن دون ان يتخلص من نفس الامراض التي عانت منها الجامعة العربية او ما يسمى بالبرلمانات العربية من ترهل وتبعية للحكومات ليس بالضرورة من خلال التسميات والتدرجات الإدارية وانما من خلال الأفكار و الترديدات السقيمة التي تعزفها أجهزة امنية لبعض الأنظمة .

البرلمان العربي ، الهيكل الاجوف والعنوان الاوسع للضياع العربي ، لم يكن له وجود بقدر شعرة واحدة حين كانت سوريا تتمزق تحت إرهاب ممول من دول عربية لأنها  ذات الدول التي تمول البرلمان العربي وتقوي عضده ليكون عنوانا للاستخدام السياسي الداعم والمرادف لها . وكذلك سيطر تنظيم داعش على ثلث العراق لمدة اربع سنوات كاملة وتحطمت مدن الموصل وتكريت والانبار،  ولم يحضر البرلمان العربي عند مخيمات النازحين او في مستشفيات جرحى القصف المدنيين (٦٨٠ طفلا قطعت ساقه تحت القصف في الموصل بسبب عدم وجود امكانات دفع التكاليف في مستشفيات اقليم كردستان) أو في إقامة حملة من الأنشطة التي توقف تدفق الإرهابيين من دول خليجية وعربية نحو العراق . يبدو ان الايحاءات لم تكن قد صدرت لهذا البرلمان ليحمل لواء مواجهة التطرف . 

لكن الان ظهرت موجة جديدة تعرف بمعاداة  تركيا اردوغان والاخوان المسلمين و قطر وصلتها بالازمة الخليجية والخلاف مع مصر ، حتى الدعوة لجعل السلاح تحت يد الدولة في العراق هو غمز سياسي من قناة ايران ذات الخصومة مع دول بعينها ، لذلك بات العنوان الأعلى للبرلمان العربي مواجهة التطرف الذي هو مواجهة لتلك الأطراف والدول التي شطب عليها النظام العربي الرسمي في بعض دوله لأسباب معلنة ومعروفة

اليوم يطلع علينا بتسمية وعنوان جديد لا قيمة له في خدمة الوضع العربي المتردي امنيا ومعيشيا ومن حيث السمعة الدولية أيضاً . هذا البرلمان افتتح

اليوم مركز الدبلوماسية 

البرلمانية العربية ،

وأعلن ذلك عادل بن عبد الرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم بمقر الجامعة العربية في القاهرة.

واستعرض العسومي الموضوعات التي ناقشها البرلمان العربي في جلسته العامة اليوم، مؤكدا أن المركز يهدف إلى تحقيق أهداف واستراتيجيات إقليمية للدبلوماسية البرلمانية العربية.

وأوضح أن جلسة اليوم ناقشت عدداً من الأمور المهمة . اية أمور يا برلمان اذا كانت الجامعة العربية ذاتها لم تعن بأمر مهم واحد منذ عقدين.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com