انسداد الخطاب السياسي

16 ديسمبر 2020
انسداد الخطاب السياسي

قاسم موزان

لعل من البديهي ان الهدف من الخطاب السياسي يتمحور على اساس الاقناع للجهة الموجه اليها من خلال عرض الحقائق والادلة على صحة ذلك الخطاب فضلا عن رصانة والبلاغة لغوية بوصفها الركن المهم في التواصل فضلا عن لغة الجسد لتكون احيانا بديلا عن الكلام لتكون قناة مضافة زيادة في التوضيح وقد تكون ايمائية .

وفي اعقاب التغيير في العام 2003 لجأ السياسي العراقي او المسؤول الحكومي في خطاباتهم المثيرة للجدل الى اعتماد منهج السوفسطائيين الذي يستند على المغالطات المكشوفة وغالبا ما تكون ارادية لازاحة الحقائق وطي المنطق واستبدالها بالاباطيل وكذلك تلاعبهم بالألفاظ ذات المساحات الواسعة في التأويل للتراجع عنها في اية لحظة على ان المتلقي قد استقبل خطابه على غير ماذهب اليه ، وهذا بحد ذاته اتهام صريح بعدم قدرة المتلقي على الاستيعاب او يسعى الى اضفاء التلطيف اللفظي للتخفيف من حدة ما صرح به او خانته اللغة في حينه على حد وصفه وفي اغلب الاوقات تكون تلك الخطابات متهالكة ولا تقدم سوى التزييف لتعمية المناطق المضيئة من الوعي صوب التجهيل ولاتعطي بصيص امل في انجلاء الواقع السياسي المضطرب وفق ستراتيجية سياسية اقناعية تتكأ على مخاوف الجمهور وافكارهم المسبقة وهذا خطاب من دون شك خطاب ديماغوجي تضليلي باهت.

لاشك ان ذلك الخطاب قد يجد صدى واسعا بين جمهور مستهدف لانه يخاطب العواطف واثارة المشاعر قبل الاحتكام الى العقل الذي يحلل ويستقرأ الاحداث لاسيما وان صاحب الخطاب يدرك ان طبيعة المجتمع العراقي هو مجتمع سياسي قبل ان يتشكل مدنيا بتأثير من الايدلوجيات الوافدة او المحلية منها ولكل ايدلوجيا رؤية لما يجري في بلد عاني ومايزال من الانسدادات السياسية والازمات الاقتصادية المتلاحقة فضلا عن الحروب المهلكة حتى بات المواطن على مسافة بعيدة من الخطابات المستهلكة المجترة التي تعبر عن إملاءات فوقية وما الخطيب الا اداة لايصال الافكار الانية لتسويقها عنوة في ذهن المواطن المجرد ولا يمتلك حق الاعتراض على الخطاب القهقرى الا تنامي الشجب الداخلي وصب اللعنات غير المجدية سوى حرق الاعصاب.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com