خَجَلٌ مُضطرب
سونيا فرجاني
شاعرة من تونس
أجّلت عناقك ،
حتّى أصابني وجع في عنقي وبين كتفيّ ،
لم أستطع المشي ، ولا النّوم ، ولا إطفاء النور.
الفانُوس الملوّن كفمينا المعطوبين ،
يهبط الضّوء منه جدارا على رأسي.
أحاول رفع يدي ،لأحرّك موجة واحدة ، لكنّي أتداعى.
أجّلت عناقك ، فأصابني وجع في حلقي ، وتهشّمت طفولتي.
لا شيء يلزمني بالكلام ، إلاّ الصراخ على باب غرفتي: ” أرجو عدم الإزعاج ” .
لم أزعجهم ، لكنّهم أزعجوني
وعجّزوني ،
ثقبوا الطبل برفش ثم ناموا .
هبط الغمام ، كما اعتاد أن يهبط ، لمحتُ وجهك عبره شاحبا
ونحيفا، مثل أصابعي فوق التّراب أو فوق فمي، تلهو سياطا محروقة منطفئة.
الأحلام رحلة ضروريّة للبحث عنك في الشّمس،
وفي الفتيل،
خلف السّماء، وربّما تحت الحنجرة .
أعيش فوق هذه الجبال المتعرّجة ، في اليقظة والنّوم ،
أسافر إلى المناطق البعيدة في الغابة، وأحتمي بمظلات بلّور،
أو أحتمي بالرّيش .
أجّلت عناقك ، واختبأت تحت لسان الآلهة ، لكنّها حين ركضت ،
لهثت لهثت طويلا ،
فخرجتُ أجري ،
صار العالم جاهزا لأعانقك .
لم أتعثّر في الأصوات الفارغة ،
ولا في العربات المدفوعة بخيول ،
كنت أبتلع المسافة بالتراب ولا أسعل ،
كنت أصعد لا أنزل ،
ووصلتُ،،
وصلت إلى عنقك .
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة