سونيا فرجاني شاعرة تونسية.. تصعدُ عربات الخيول لِتعَانقهُ

1 ديسمبر 2020
سونيا فرجاني شاعرة تونسية.. تصعدُ عربات الخيول لِتعَانقهُ

خَجَلٌ مُضطرب

سونيا فرجاني

سونيا فرجاني

شاعرة من تونس

أجّلت عناقك ،

حتّى أصابني وجع في عنقي وبين كتفيّ ،

لم أستطع المشي ، ولا النّوم ، ولا إطفاء النور.

الفانُوس الملوّن كفمينا المعطوبين ،

يهبط الضّوء منه جدارا على رأسي.

أحاول رفع يدي ،لأحرّك موجة واحدة ، لكنّي أتداعى.

أجّلت عناقك ، فأصابني وجع في حلقي ، وتهشّمت طفولتي.

لا شيء يلزمني بالكلام ، إلاّ الصراخ على باب غرفتي: ” أرجو عدم الإزعاج ” .

لم أزعجهم ، لكنّهم أزعجوني

وعجّزوني ،

ثقبوا الطبل برفش ثم ناموا .

هبط الغمام ، كما اعتاد أن يهبط ، لمحتُ وجهك عبره شاحبا

 ونحيفا، مثل أصابعي فوق التّراب أو فوق فمي، تلهو سياطا محروقة منطفئة.

الأحلام رحلة ضروريّة للبحث عنك في الشّمس،

وفي الفتيل،

خلف السّماء، وربّما تحت الحنجرة .

أعيش فوق هذه الجبال المتعرّجة ، في اليقظة والنّوم ،

أسافر إلى المناطق البعيدة في الغابة، وأحتمي بمظلات بلّور،

أو أحتمي بالرّيش .

أجّلت عناقك ، واختبأت تحت لسان الآلهة ، لكنّها حين ركضت ، 

لهثت لهثت طويلا ،

فخرجتُ أجري ،

صار العالم جاهزا لأعانقك .

لم أتعثّر في الأصوات الفارغة ،

 ولا في العربات المدفوعة بخيول ،

 كنت أبتلع المسافة بالتراب ولا أسعل ،

 كنت أصعد لا أنزل ،

 ووصلتُ،،

 وصلت إلى عنقك .

القصيدة خاصة لصحيفة قريش –  ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com