الرباط – قريش:
ما الحديث الذي جرى بين المسؤول الأمني المغربي الأعلى، و الدبلوماسي الأمريكي في ساعاته الاخيرة بالرباط ؟
اولا لنا ان نعرف ان أسباب اللقاء الذي جمع ، الاثنين، عبد اللطيف الحموشي المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب في مقر المديرية العامة بالرباط السفير الأمريكي في المغرب، ديفيد توماس فيشر، تعود الى انتهاء مهام هذا الدبلوماسي الامريكي ، والذي يرتقب أن يغادر المغرب، رسميا، الأربعاء 20 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وبحسب المتوافر من المعطيات المعلنة فإن المغرب حريص على تثبيت سلم العلاقات الامنية مع واشنطن عن تسلسلها العالي وحرصها على نقل السفير المغادر الى واشنطن رسالة الرغبة الاكيدة لتطوير العلاقات بغض النظر عن نوع الادارات التي تشغل البيت الابيض .
وتميز هذا اللقاء بأنه كان مناسبة للتوديع والشكر والامتنان والمجاملة وفي نفس الوقت، تبادل وجهات النظر في شؤون كثيرة، تهم العلاقات الدبلوماسية والتعاون الاقتصادي، والأمني والاستخباراتي، وكل ما له علاقة بمستقبل واشنطن والرباط ، وفي ذات السياق لتقييم حصيلة وآفاق التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات الأمنية، التي يتطلع إليها كلا الجانبين أنها نموذج يحتدى به على المستويين الإقليمي والدولي، وبأنها واعدة بمزيد من التوطيد والتطوير على النحو الذي يضمن تعزيز التعاون الأمني بين البلدين.
وتجدر الاشارة، أن الوقائع المعلنة في السنتين الاخيرتين اثبتت ان المسؤول الأمني الأول للمملكة المغربية يضع يده بدراية وحنكة على ملفات الحركات الاسلامية، كما له تميز وثقه في التعامل مع ملفات الخلايا الارهابية وإحباطها. وفي ذات المناسبة التي جاء السفير الأمريكي لتوديع الحموشي عبر “عن شكره للمدير العام للأمن الوطني على المستوى المتميز في مجال التعاون الأمني بين البلدين، خصوصا في مجال مكافحة الإرهاب”. كما أبرز السفير الأمريكي عن اعتزازه وفخره بالدور الذي لعبه في قضية الصحراء المغربية ودعم مبادرة الحكم الذاتي، وثمن عاليا جهود المملكة التي وصفها بالبلد الآمن والواعد. وفي تصريح صحفي أوضح السفير ديفيد توماس فيشر إنه على يقين أن إدارة الرئيس بايدن ستعين سفيرا جديدا عالي الكفاءة، لإتمام الشراكة المغربية الأمريكية.
على صعيد آخر ، يذكر أن لقاء رسميا سبق أن انعقد منتصف الشهر الماضي، كان قد جمع المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي والسيد Robert Greenway مساعد مستشار مجلس الأمن القومي الأمريكي المكلف بشؤون إفريقيا والشرق الأوسط، بمقر المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني بالرباط، وتناولت المحادثات الثنائية بين عبد اللطيف حموشي والسيدان Robert Greenway وDavid Fischer الوضعية الأمنية الراهنة في امتداداتها الجهوية والدولية، خصوصا التهديدات الإرهابية المتنامية في مناطق التوتر في الساحل وجنوب الصحراء، وتقاطعاتها العضوية مع مختلف صور الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، وتحديدا شبكات وكارتيلات الاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية.
وأشاد المسؤولان الأمني والدبلوماسي الأمريكيان بالدور الكبير الذي تنهض به مصالح الأمن المغربية في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة على المستويين الوطني والدولي، وبأهمية وقيمة المعلومات والخبرات التي تتقاسمها في هذا المجال مع مختلف الشركاء الدوليين، وعبرا عن التزام الولايات المتحدة الأمريكية بتطوير مستويات هذا التعاون، وتنويع أشكاله ومجالاته، بما يسمح بخلق جبهة أمنية مشتركة قادرة على حرمان الإرهابيين من كل ملاذ آمن أو من قواعد خلفية أو مصادر للتمويل والاستقطاب
عذراً التعليقات مغلقة