ثلاثون عاما على عاصفة الصحراء.. لينتهي الصراع الى عراق اللا دولة

17 يناير 2021
ثلاثون عاما على عاصفة الصحراء.. لينتهي الصراع الى عراق اللا دولة

 بغداد- قريش:

 يستذكر العراقيون في مثل هذا اليوم قبل 30 عاما، الحرب التي شنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والتي بدأت بهجوم جوي عنيف من كل الجهات على العراق، فيما سمي عملية “عاصفة الصحراء”، وشاهده العالم مباشرة على شاشات التلفزيون كأنه لعبة فيديو مسلية.

وتبع ذلك حصار اقتصاديا، وعمليات قصف، حتى انتهى الصراع في الاخير الى تغيير النظام السياسي في العراق، وتفكيك الجيش، والدولة، ليتحول العراق الى  حقبة اللا دولة حيث الطائفية والجماعات المسلحة هي التي تحكم البلاد.

وتستعيد صحيفة لوفيغارو الفرنسية هذه الذكرى في مقال بقلم كميل ليستيان، الذي قال إن مراسل “سي إن إن” في بغداد جون هوليمان كان أول من أخبر العالم بانطلاق الهجوم، واصفا إياه بعاصفة رعدية مريعة.

كان الهجوم الجوي على نطاق غير مسبوق، شارك فيه جزء من القواعد الأميركية في السعودية وحاملات الطائرات المتمركزة في خليج عمان، إلا أن هذا العالم كان بالنسبة للمشاهدين حرب فيديو، يرون فيه مشهدا غير واقعي من النقاط الخضراء التي تنفجر على شاشة سوداء.

بدأت القصة -كما ترى الصحيفة- قبل 5 أشهر من ذلك اليوم في الثاني من آب 1990 عندما غزا العراق دولة الكويت، على خلفية رفضها إلغاء ديون مستحقة عليه، ورفع أسعار النفط، متهما إياها بعدم احترام حصتها الإنتاجية.

حينها أدانت الأمم المتحدة الغزو، وبدأت بفرض حظر على العراق منذ السادس من آب، قبل أن يصوت مجلس الأمن في 29 تشرين الثاني على القرار رقم 678 الذي يشرع استخدام القوة ضد العراق، ويحدد مهلة تنتهي في 15 يناير/كانون الثاني 1991 عند منتصف الليل.

بدأ الهجوم الجوي صباح يوم 17 كانون الثاني بقيادة تحالف من 35 دولة بقيادة الولايات المتحدة، وبذلك انطلقت عملية “درع الصحراء” الهادفة إلى حماية السعودية، قبل أن تتحول إلى “عاصفة الصحراء” بمشاركة ما يقرب من ألفي طائرة مقاتلة، كأكبر غارة جوية في التاريخ، وفقا لخبراء بريطانيين.

وأطلق من السفن الأميركية أكثر من 100 من صواريخ توماهوك التي تستخدم لأول مرة في الحرب، ونفذت 1300 طلعة جوية خلال 24 ساعة الأولى، كما كان مخططا، وتحرك جيش يضم أكثر من 900 ألف رجل، بينهم 540 ألف أميركي و15 ألف فرنسي، وذلك في مواجهة جيش قوامه نحو 500 ألف جندي و240 طائرة مقاتلة.

ويتدخل الرئيس الأميركي جورج بوش الأب -كما تقول الصحيفة- عند الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي، ليعلن أن قدرات العراق النووية والكيميائية وأجهزته العسكرية هي الهدف الرئيسي لهذا الهجوم.

ووصف مراسل لوفيغارو المشهد يوم 18 كانون الثاني 1991 قائلا “اشتعلت النيران في سماء بغداد، وبدأت الدفاعات الجوية المموهة على مئات الأسطح إطلاق النار، ضربت طائرات “إف15″ (F15) الأميركية العراق، وتم تدمير برج الاتصالات مما أدى إلى عزل بغداد عن بقية العالم.

وفي غضون 42 يوما، وبعد 5 أسابيع من القصف الدقيق؛ بدأ هجوم بري، هُزم على إثره الجيش العراقي في غضون 4 أيام، من 23 إلى 28 شباط، في معركة استمرت 100 ساعة فقط، كما تقول الصحيفة.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com