إضاءة لغوية على هامش لقاح كورونا

2 فبراير 2021
إضاءة لغوية على هامش لقاح كورونا

نجيب العوفي

نجيب العوفي

ناقد وكاتب من المغرب

بعد فكّ الحجر عن لِقاح كورونا وإطلاق سراحه بعد طول اختبار وانتظار ، شاعت على ألسن الإعلام ، وهي ألسن مُولعة دوما بتحريف الكلِم عن مواضعه ، عبارة ( الجَرعةالأولى من اللقاح ) .. والصواب ( الحُقنة الأولى من اللقاح ) .

ذلك أن الجرعة في معاجم اللغة العربية قديمها وحديثها ، كالرشفة تُجرع وتُرشف بالفم لا غير .في حين أن الحُقنة هي التي تؤخذ من مَحقنها ( زجاجة مثلا ) لتُحقن في الجلد أو الوريد .والمَحقن كلمة عربية فصيحة تسللت قديما إلى الدارجة المغربية والأمازيغية .والحقن بداهة هو المقصود والمعني بعملية التلقيح ،

ولا علاقة ألبتّة للجرع والرشف والشرب بهذه العملية .نقرأ في (لسان العرب) /( قال ابن الأثير التجرّع هو شربٌ في عجلة وقيل هو الشرب قليلا قليلا ، أشار به إلىقوله تعالى يتجرّعه ولا يكاد يُسيغه ، والإسم الجَرعة والجُرعة وهي حَسْوة منه ..)

وعن الحقنة نقرأ في المعجم ذاته /( قال المفضل كلّما ملأتَ شيئا أو دسسْته فيه فقد حقنته . ومنه سُمّيت الحقنة )وفي معجم المعاني الجامع نقرأ /( حقن الماء ونحوه ، جمعه وحبسه .ومنه القول حقنا للدماء .الحقنة دواء يُحقن به المريض ) .ولا يخفى هنا تقارب الحروف بين (لقح) و(حقن)ولا يتم التلقيح إلاّ بالحقن ، لا بالجَرْع أو الرشف ، إلى إشعار طبّي آخر

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com