الجزائر – قريش :
ترتكز رواية السبيل للكاتب الجزائري مصعب تواتي:
على مركزية الحدث ، في اطار يمزج بين الحياة الشعبية وموروثاتها التي قد تأخذ احيانا شكل الاساطير .،
فالانسان في دأبه بالحياة لا يبرح بين رجاء أو عيش نعماء تحاكي الخلود، وهو في عركه لهذه الحياة لا يني يجد غير الذي أمله، وفي كر الليل والنهار يمد يده إلى داخله لأمله ذلك ثم يمدها نحو الحياة بغية إيجاد موضوع تحقق ذلك الأمل فلا يكون ذلك المد طلسما لنيل المراد. ويقابل الإنسان بشرور في العالم تتبدى له ولا محيص له عنها، ومنها ما نزل بمسعود بن نوح بطل الرواية، فينكب في أهله وماله وحتى في بدنه، وفي تلك الشرور وما يلحق بلدة المأرب من هيجان اجتماعي وزعزعة تتمثل في تمرد يسفر عن نزعات جديدة تطال البلاد من عدمية علمية، وفوضوية انتقامية، وفردية استعلائية تحاكي القياصرة وأمثال نابليون، تظهر طرق متشعبة ولا يعلم أيها الأصح سبيلا.
وتبدأ الرواية بجلب الدرك لثلاثة نعوش ووضعها في رحبة البلدة ولا يعلم أي شيء عنها وتزيد الحيرة والبلبلة بوجود الوالي وأعيان البلدة فيرتبط تواجدهم بتلك النعوش ولا يعرف أصحابها. ويتفق هذا بظهور غريب ثم آخرين شباب إلى البلدة، ويظهر من مرأى الشباب تنظيمهم وتجمعهم عند أحد شباب البلدة وهو بديع ابن نوح، ويتوجس الجميع ويرى في هذا نذير تغيرات كبيرة ستطال البلاد فيبتهج البعض لها ويرى فيها آخرون مقادير مرة سترمي البلدة في غياهب مصير معتم. ومع تقدم سير الرواية يماط اللثام عن تواريخ ونزاعت الكثير من شخصيات البلدة وبعض من هؤلاء الغرباء؛ من يائس وهائم على وجهه في الأرض لا يرى بغية له ومطاردا من ماض بعيد اجتمعت فيه مشاهد صحراء تكتنف وأدا يسرع إلى تجنبه، ثم رسائل لمخططات جماعات ثورية، وسلفيون يهددون ويرفضون إقامة ولائم وحفل عند ضريح ولي صالح. حتى يرتبط هذا وذاك بمسعود وتلم به الملمات وتنعب العاديات، حتى لا يبقى له سوى نفسه وبنيه، وجميعهم ينكب أيضا فيكون نكبهم نكبا له وأشده مرارة على نفسه، وتشتبك سبل هؤلاء كلهم، ولكن قانون الحياة يقضي ألا يعلو إلا سبيل واحد، وهو ما يفضي إليه كتاب السبيل؛ سبيل واحد تعلو فيه كلمة واحدة ينتهي بها الكتاب.
كانت الرواية تحتاج الى تعميق لغتها الادبية لكي لا تسرقها الاحداث من دون تأمل احياناً .
عذراً التعليقات مغلقة