شاعر روسي مخضرم يكتب قصيدة عراقية

8 فبراير 2021
شاعر روسي مخضرم يكتب قصيدة عراقية

سامي مهدي

سامي مهدي

يفغيني يفتوشنكو

يفغيني يفتوشنكو شاعر روسي مخضرم ، ولد عام 1933 واشتهر في خمسينيات القرن العشرين وستينياته مع شعراء روس آخرين منهم أندريه فوزنسينسكي وبيلا أخماتوفا حتى أصبح من النجوم ، وذاع صيته في العالم وترجمت أشعاره إلى عدة لغات .

قبل أيام عثرت بين أوراقي على قصيدة له مترجمة للإنكليزية ، كتبها في آذار عام 1991 بعد أن حل بالإتحاد السوفييتي ما حل في ظل رئاسة ميخائيل غورباتشوف . 

وحين أعدت قراءتها قلت لنفسي : يا للعجب كم تبدو هذه القصيدة الآن قصيدة عراقية ! 

فقمت بترجمتها ، وهذا هو نصها :

.

الفقدان

.

روسيا أضاعتْ روسيا في روسيا .

روسيا تبحثُ عن نفسها

كإصبعٍ مقطوعة في الثلوج

إبرةٍ في كومة قشّ

عجوزٍ عمياء تمدّ يدها

في الفضاءِ كالمجنونة ،

تبحثُ بتعويذة دون أملٍ عن حليب ضائع .

لقد دفنّأ أيقوناتِنا

لم نعد نؤمنُ بكتبنا العظيمة

وصرنا نحاربُ بأحقادِنا الغريبة .

أصحيحٌ أننا لم ننجُ تحت

ظلمِنا أنفسَنا حتى أصبحنا

أسوءَ من أعدائنا الأجانب ؟

أصحيحٌ أنه كُـِتبَ علينا

أن نعيشَ ، فقط ،

في ثوبِ نومٍ حريري ينهشُه العثّ ؟

أو ثيابِ السجنِ المرقّمة ؟

أصحيحٌ أن الصرَعَ سمتنا القومية ؟

أم أنها زلزلة الكبرياء ؟

أم زلزلة إذلال النفس ؟

ثورات جديدة ضد نقود نحاسية ،

ضد فواكه غريبة – كالبطاطا –

التي هي الآن حلمٌ غيرُ مزعج

الثورة الآن تجتاحُ الكريملين كله ،

كالمدّ القاتل ،

أصحيحٌ أننا ، نحن الروسَ ، لا نملك

غيرَ خيارٍ واحدٍ تعيس ؟

شبح القيصر إيفان الرهيب ،

أو شبح القيصر فوضى ؟

كم هناك من مدعين !

ويا له من ” ادّعاء” !

كل واحد منا قائد ، ولكن لا أحد يقود .

لا نعرف أية أعلامٍ أو شعاراتٍ نرفع .

وثمة من الضباب في رؤوسنا

حتى أننا صرنا كلنا على خطأ

وكلنا مذنبٌ في كل شيء .

لقد سرنا في الضباب حدّ الكفاية

وفي الدماء حدّ الركب .

يا إلهي كفى عقاباً .

إغفر لنا وأشفق علينا .

أصحيحٌ أننا لن نوجد بعد الآن ؟

أم أننا لم نولد بعد ؟

نحن نولد اليوم ،

لكنه عذابٌ عظيمٌ أن نولد مرة أخرى 

عن صفحة سامي مهدي -فيسبوك

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com