في عِشْقِ الْعَدم….
فوزية عبدلاوي
شاعرة من المغرب
اللُّغة سفينتي الأولى
ركبتها دون مجاذيف
دُون شِراع
وأبحرت في اللاَّمعنى
الكَلمات أمواج حولي
ولا غراء يجمعها
تتراقصُ
تتدفق لتصنع غرقي
لكنِّي بمياح السؤال أغرفها
لأعيدها إلى لامعنى الغرق
بحارة الصمت يفضلون العدم
يعشقون اللاجدوى
هكذا يتخلصون من حواس
توجد الألم
يعاركون بالبياض
سواد الوجود ذي الأنياب
الناهشة للفراغات
صدفة- أنا- اكتشفت أن البهاء
ملازم للعدم :
الحب عدم
الحرية عدم
المدن النائمة في حضن الملائكة عدم
و*غودو* هذا المنتظر على حافات الجسور
وأرصفة السفر النازفة
عدم… عدم …عدم…
الأوطان التي تعانق- في رقصة فالس-
أجسادا دون أيدي
دون أرجل ولا عيون تحلم
عدم
الوجود رقعة نرد في مهاوي الرياح
لا يستقر عليها رقم
لا يستقر عليها حظ
وحدها سفينتي تعرف ما العدم
لا بوصلة فيها
ولا وجهة للسفر
لغة ما قبل اللغات وما بعدها
لا تفهم ولا تنطق
لأنها ذروة مبتكرات العدم…
القصيدة خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة