نورة المرضي
كاتبة من المغرب
كن صديقا لابنتكإذا كنت تنوي أن تكون مرشدا لابنتك المراهقة في الأمور العاطفية، فينبغي أن تكون رحب الصدر، متفهما، و داعما عند الحاجة، إذ ذاك تستطيع ابنتك أن تفتح قلبها وتخبرك بالمشكلة التي ربما تواجهها و تريد منك النصح و الإرشاد أو على الأقل تداول الأمر وأخذ رأيك في شؤون عاطفية أخرى ، أو قد يكون لديها أسئلة تبحث لها عن أجوبة، وليس هناك أحد بالنسبة إليها أفضل منك و من والدتها، للوقوف إلى جانبها و الرد على ما يعتمل داخلها من مخاوف وهواجس.
حاول أن تفهمها رأيك في ما تطرحه عليك، من دون أن تشعر هي بأنك تفرضه عليها، فمن في مثل عمرها تسعى إلى تأكيد شخصيتها، و تظن أن ما تفعله أو تفكر فيه هو الصحيح.
أفهمها وجهة نظرك بأسلوب غير مباشر، كأن تروي لها ما حدث لابنة صديق لك، وماذا كان رأيك في ما سمعت، فتستخلص هي موقفك الذي من الممكن جدا أن يؤثر فيها، وتأخذه على محمل الجد، أو تطرق إلى موضوع فيلمها العاطفي المفضل وشاهده أنت و والدتها معها، وناقشوه بعد أن ينتهي ، و دعها تبدي وجهة نظرها بكل حرية و صراحة ، وأصغيا إليها، فإن كان رأيها صائبا أثنيا عليها كي تعتاد إخباركما بكل ما يجول في رأسها، و من المعروف أن موضوعا يستولد آخر… وهكذا تستطيع أن تمرر على مسمعها عددا وافرا من النصائح في سياق الكلام على الفيلم، و طابعا ستتبناها في قرارة نفسها، و تمشي على هديها، و تتذكرها في الوقت المناسب.
المهم ألا توبخها كلَّما أخبرتك أمرا أخطأت فيه، أو تدينها كلما ارتكبت هفوة عاطفية أو اجتماعية أو شخصية أو غيرها، كي لا تتفادى إخبارك بما تواجهه في حياتها اليومية من مشكلات وأسئلة ذات صلة عميقة بالشأن العاطفي، وتلجأ عندئذ إلى صديقة لها لا تستطيع أن تسدي إليها النصيحة الصحيحة لنقص في التجربة، خصوصا أنها تعادل عمرا وثقافة وخبرة.
كن صديقا لابنتك تكسبها، و تضمن أنك ستكون أوَّل من يعرف هومها و مشكلاتها العاطفية و أسرارها الصغيرة الأخرى.
عذراً التعليقات مغلقة