ارفع رئتيك عن صدري
عبد الحفيظ بن جلولي
شاعر من الجزائر
“لا أستطيع التنفّس”
ارفع ركبتك قليلا
اتركني أنظر إلى عينيك،،
أعرف أنّك لا تكترث
لكن دواخلك تنفصل عنك
أتخشى رؤية وجهي؟
ركبتك تكسّر عنقي
وأنفاسي تغرق في العدم
ارفع رئتيك عن صدري
لكن..
لا رئة في صدرك
لا يعتريك نبض
يسكنك اليباس والحطب..
بدلتي سوداء،،
بَشَرَتي تحمل اللون نفسه
وليلي بلونه يناجي القمر الأبيض
أرأيت لو نزعت الليل
من سماء الكون
أتراك تحبّ القمر؟
“فرنس فانون”..
أيّها الزّنجي
الذي يفكر بقلب أبيض
كتبت ذات مساء ومضيت
“جلد أسود.. قناع أبيض”
أتراك مازلت حافيا
تزرع الأحذية في عيون الفقراء
أتراك لو رأيت أبا لهب
يضع الصّخر على صدر “بلال”
أكنت تمقت الضّلال؟
أم كنت تثقب رئتيك
كي يتنفّس “بلال”
أم كنت تمضي وعلى صدرك أقفال..
أسَمّي “فلويد”
أرسم أنفاسه على حافّة القصيدة
الشّعر بَشَرَةٌ وردية
من بدّل جلد القصيدة؟
أحرَقوا الشّموع
سجنوا الشّعلة في توابيت بدون جثث
ما لون الجثث حين تصير الحياة إلى الخراب؟
أرأيت لو كنت جالسا
على مقعد أسود في مقهى باريسي،،
وعبَرَتْ الشّارع سيّارة سوداء
أتراها سيّارة حمل الموتى؟
أم سيارة رئاسية
تزيّن المواكب التي لا لون لها
السّواد لون الجنازات
ولون المراسيم الرّسمية
ولوني حين أكون بشوشا..
حزينا..
ولونك حين تصف السّماء
وهي تخوض تجربة المخاض بالماء..
الماء العابر إلى الأرض الجرداء
إلى الأرض الصّفراء
أتراك لو رأيت الأرض ترتدي بدلة خضراء
هل تصدّق إن أخبرتك
أنّها بنت السّماء السّوداء..
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة