عبدالله الثاني ..لا يترك احتمالات للشك

بقلم المراقب السياسي

نادراً ، نجد زعيماً عربياً يهرع الى مكان حادث طارىء قبل اكتمال التحقيق ليكون قائداً لدفة التحقيقات ومسارها ومحاسباً المُقصّرين ومُهدّئاً نفوس الناس الغاضبة. انّه ملك الاردن عبدالله الثاني، حضر في وقت قياسي الى مستشفى في مدينة السلط ليقف على أبعاد وحقيقة ماجرى من تقصير في حادثة قطع الاوكسجين عن مرضى الرعاية المشددة، حيث توفي سبعة جراء الحادث .

العاهل الاردني جسّد غضبة الاردنيين كلّهم على التقصير. لم يترك مجالاً لأي احتمال في أن يشك المواطن الاردني أنه وحيد يواجه أزمة راح فيها سبعة أشخاص مرضى، قضى أضعاف عددهم بفيروس كورونا في مستشفيات الاردن برغم من وضعهم تحت الاوكسجين بشكل كامل كقدر من اقدار الله، لكن التقصير والخلل الاداري وسوء اداء الخدمة العامة لها معالجات ووقفات أخرى.

هذا هو القائد الذي يجسّد معنى القيادة الحقّة، إذ يكون حاضراً متصدياً للأزمة ساعة وقوعها بالرغم من مشاغله الكبيرة في قيادة البلد تحت ظرف صعب، لكنه استطاع أن يقدّر أهمية الاولويات في الحضور واتخاذ القرارات المناسبة على نحو عاجل .

 كم  من الازمات والمشاكل وربما الحروب الداخلية ، كان من الممكن تفاديها لو حضر الزعماء الى المكان  والزمان المناسبين من دون انتظار تقارير التسلسل البيروقراطي لمعرفة حقيقة ما حدث.

ليفخر الاردنيون بقائدهم ويلتفوا حوله، وليفعل الشيء ذاته كل من يعيش في الاردن، بلد العروبة والاصالة.