أفراح الجبالي شاعرة تونسية… تتقاسمُ لهيبَ الآتي في ضوء ارتجافات الستائر

8 أبريل 2021
أفراح الجبالي شاعرة تونسية… تتقاسمُ لهيبَ الآتي في ضوء ارتجافات الستائر
افراح الجبالي

قصائد

أفراح الجبالي 

شاعرة من تونس 

إعـــادة بِنــاء الضّوء

ما الذي يُغضبكِ الآن

وقد تكسّر زوجُ الكُؤوس . وسرى الخزفُ

عبر عينيكِ

يا نهِمةً

أنصفُ الحليب الفاسدِ ؟ أم الرَّشفةُ الصَّلْبة !

تكسّر زوجُ الكُؤوس

وتعرفين، 

الأزهارُ المُداسة ليستْ الزهرةَ

وهذا الطائرُ

ليس الطيرانَ

ربما ليس بطائرٍ ، هذا الذي يتوقَّف على قلبي

بمثل هذه القوَّةِ

ويحرِّكُ جناحيْه كنافذةٍ

فقدتْ يأسَها ، ورأتْه من جديد .

هنا

مَن الذي ألقى بالكُسور في بئْري ، ورسمَ الأشجارَ 

أخذَ يتقلَّبُ في التربةِ السوداء

سريراً

وصدْري إلى الخلْفِ

منعَكَسٌ 

تتناثرُ موسيقى بنفسيَّةٌ

ترتعِشُ الأطباقُ الورقيَّة

والهضابُ المملوءةُ بالحليبِ ، تملأُ القمرَ

هكذا :

أقف في مستطيلٍ ناصعٍ من الضوءِ 

إنّ اللبلابَ المُتعرِّشَ خارجاً يطيرُ

{ ……….. }  ســأكتُب العـنــوان

يقـف الحُب عند زاويـة الشـارع، حـاملا سلـةً
فيهـا
حبّـات طمـاطم طازجـة
السلـةُ تندلـق فجـأة
هيجـانٌ مِن اللـون الأحمـر
يطـلي المزفـت
يطـلي الحيطـان
عمـودَ الإشـارة
شـاربـاَ عجـوز زاره فـرح بلا مـوعد، كان قد بـدأ منذ سنـواتٍ
لا يَتذكـر منذ متى ؟
يطـلي الأحمـرُ حلقـةَ الولد الحديـديّـة 
كان قد فقدَهـا وهو يَلعـب
لا يـدري أيـن ؟
عربـةَ المثلجـات حذو حديـد محطـةٍ ما ، لم يـأت إليهـا أحـد
والصدأ المـدوّر حيث كُتـب “بالـوعـة” . يَطليـهـا
وحيـث كلـبٌ مايـزال يُبصبص بذنبـه
وتجـري الطفلـة
يطـلي الحبَ 
وغيمـةَ الضحـك وهي تلـوح
باللـون الأحمـر

لي طعـمُ قُبلتِـنـا.

يُغمّـس العالَـمُ طـرَف سبـابتـه في العُلبـة
وأغمِّـس أنـا البـاقي المرتفـع في الذهـول
وأفـرق شعـر السمـاء 
وأكتُـب  :

<<  مــاجِيـــــنْـتــــاَ >>

حُـبٌّ

عندمـا كنـتُ عُشبـة
كنـتُ أحبّـكَ بالتهـابٍ
أكـل سـاقي وبعضا من الوريْـقـات
الصمتُ الـذي أحدثـه فـوق الغـابة
أَنساني أن هـذا ما يَحْـدث . 

وعندمـا كنـتُ ذئبـةً
كنـتُ أحبّـكَ بـوَفـرةٍ
مثـل البـودرة اللامعـة التي تُسبـب لذعـة لذيـذة
على طرف اللسـان
أُصِبـتُ بـحُبسـة
وجـواب الأشجـار الوحيـد كـان التصفيـق
كـان ذلك مقبـولاً
حتى وأنـا أعـوي في القمـر
لمْ يكـن القمـر قـد دُنّـس وقتهـا
كـان مضيئـا وحقيـقيّـاً .

وعندمـا كنـتُ صخـرةً
جلسـتْ صغـار القـردة تـتراشـق ضاحكـةً
عندهـا أدركـتُ أنني سأحبّـكَ 
أكثـر مما يَنبغـي
مثْـل انفجـار مكتـوم مِن الغـازات البدائيّـة
ومثـل البدايـات المغْبـرَّة
وأنَّ القـردة الأم
التـي وقـفت بهـدوءٍ تتأمّلُـني
وأنـا كنـتُ في ضوئي الأوّل
لا رأس لي
ولا صـدر 
وأتملّـى الصمـتَ بـلا انقطـاع 
أنَّ القـردة الأم  ستكـون أوّلَ كلمـةٍ ينطقُهـا الذئـبُ
وهـو يدفعُهـا على الأعشـاب .


وعندمـا صرتُ غابـةً
كنـتُ قد نسيـتُ الثقـوب السـوداء كلهـا 
في الطريـق .
في ذلك الوقـت 
تحديـدا، تحديـداً في ذلك الوقـت
كـان الحـبُّ
قـد انطلـق مثْـل صيّـادٍ أعمـى فـي كل مكـانٍ

في الطابـق الأرضيِّ

افراح الجبالي

في الطابـق الأرضيّ اشتعـلت النيـرانُ
الرجلُ كـان يتحرَّك في التصوُّر الحـادِّ لـيوْمٍ بلا أغنيـاتٍ
أخرَجَ أدبـاشـاً ورمـاهـا أرضاً
المرأةُ
كانت كـمنْ يـقع في الحبِّ لـتوِّه
أغـيْرةً أمْ حزنـاً ؟
بـماذا كـانت تـفكِّـرُ ؟
ثـابتـةً
تلتـفتُ إلى العـالَمِ وهو يواصلُ احتـراقَـه
نصفَ مكتـوبةٍ
رسمتْ بـابـاً للكمـال، ووقـفتْ بجـوار عمـال الإنقـاذ
كـطفْـلٍ أدواتُـه الـوقتُ.
أظلّ ُ أنتـظِـرُ.
الـبيتُ عـوَض أن يصيـر رمـادا، أو يَختَـفي
اختـفتْ الـتلالُ.
أغنيـةٌ واحـدةٌ ظللـتُ أسمعُهـا في الأيـام المـواليـة
في الـتوقيـت نفسـه
واحـدة
أغنيـة بالأجنحة الإيـطـاليّـة
عَـن امرأةٍ تعيـش خـارج حيـاتهـا

مُمـرِّضـة


هل تعرفيـن الكائنـاتِ الصغيـرة التي تعيـش في الكُتـب ؟
[ هكـذا تكلّـم الرجلُ المُسـنّ الذي أقضِّـي الليـلَ جالسـةً 
إلى جـوار سريـره. ]
هـذه الكائنـاتُ التي كُتبـتْ لهـا النجـاةُ.
[ وأظـلّ شـاردةً
هجـرني الحـظُّ
واختفـى أصدقـائي
الرجلُ الوحيـد الذي أحببتُـه الليلـةَ بعيـدٌ مثل اللآلـئ
والآخرون في التوابيـت.]

كائنـاتٌ تعرضُ رقصاتِهـا الخفيـفة
وتستنْـشقُ السرَّ الذي سـيُردِّد ما تقـول.

[ هـذا الليـلُ
برنُـوس أسـوَد
والرجلُ المريـض يُحـدِّق في الرِّيـح
اِهْـدرِي في الأوراق حتَّـى لا يَسمـع أحـدٌ بُكـائي.]

سيِّـدةُ الحاضريـنَ في ارتجافـات الستـائر 
وقدْ قُـدّتْ مِن الحلْفـاء
سيِّـدةُ الحاضريـنَ هي، جمهـورٌ ويهـبُّ واقفـاً
ليُصفّـق لشَـاعِـرِه.

[ البعـضُ ينـالُ العاصفـةَ 
أنا البِركـةُ التهمـتْ أرضي التليـدةَ
مُتَّـبِعـةً كـلَّ يـوم
أُمسِّـد بـيدٍ ما يعيـشُ في أحـدِ البيـوت الخشبيّـة ِ بيْـن الجبـال والثلْـجِ.]

إنَّهـا تتقـاسمُ اللهيـبَ 
وما اشتعـل في صـدْره
مُطـوِّحاً بـعُمره بـاُسْمي
وتحْتـفي بضيْفهـا
هـذا البرْبـريُّ 
أو سمِـيُّـه الأمـازيـغيُّ الذي امتلك صدْراً
وجسـداً لـوْلا الحُـبّ.

[ سيِّـدي
هل تريـدُ شيئـاً مِن المـاءِ؟]

خبِّـريـني
كلِّـميني أيتهـا الصديـقةُ
يا وسـادةً طـاردتْـني واخْتبـأتِ في الكُـتب!

[ فـي أيّـة نـافـذةٍ يـقع نـاظـرُه يـا تُـرى
غـارقـاً في الصمـتِ
قُربـان وقْـتي الثميـن.]

هل تعرفيـنهـا ؟؟ خبِّـريـني
ربما سـيكون خطـراً علـيَّ
وما أنـا بالغـرِّ
أو مُستـوْحِـد
لكـيْ أبـوح للملائكـة بـسِـرٍّ.

القصائد خاصة لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com