الجوهرُ الخفي للحجاب.. وذلك الجمال

26 أبريل 2021
الجوهرُ الخفي للحجاب.. وذلك الجمال

نورة المرضي

كاتبة من المغرب

لا يُمكنُنا الحديث عن الحجاب بِدون تقديم فكرة الجمال، الجمال المصاحب للحجاب حينَ ترتديه الفتاة، الرقة والرقي والأناقة القلبية والشكلية والرُّوحية في ارتدائه وفي تنسيقه وفي طريقة وضعه، أن نقدمه من باب الحبِّ الإلهي للفتاة، للمجتمع، للبشر، للإنسانية.

الدعوة للحجاب من باب الذباب والحلوى والتفاح والأطعمة من أسوأ التشبيهات والوسائل التي قدمت الحجاب لَنا، هذهِ الفكرة تقول للرجل: هذهِ الفتاة عبارة عن شهوة مغطاة ومغلفة لذلك هيَ أفضل من الشهوة المكشوفة، فإذا كانت مكشوفة يمكنك التحرش بها والنظر لها وهيَ الآثمة، فكرة فجَّة مريضة تدعو للحجاب من باب التخويف تخويف الفتاة من جسدها ومن جمالها وإعطاء الحق للنظر للمرأة كأنها شهوة محضة يجب أن تغطى.

وعليه فهيَ عورة شكلُها ووجها وصوتها يجب أن تخبَّأ دائما لأن ظهورها فيه خطَر على الرجال!
وعليه أيضًا ..فكل فتاة غير محجبة يحق للآخرين التعرض لها بأي شكل من أشكال الإساءة التي لا أعلم كيفَ يمكن لمسلم أن يمتهنها في حياته وهو يعلم قيمة الأخلاق في التعامل والدعوة لله والحفاظ على أعراض الآخرين في المجتمع.

ومع أن الدعوة لله بها جانب من الخوف مصداقًا لقوله: “وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا” إلَّا أن الخوف المقصود هو الخوف من الله واستشعار رقابته والخوف من عصيانه وعذابه مقرونا بحبه ورجائه ورحمته والعودة والتوبة والاستغفار وليسَ الصورة التي قُدمت لنا عن الحجاب.

ما أريده أنَّ الحجاب فكرةٌ جميلة في ذاتِه، مبدأ أناقة، ونظامُ حياةٍ، ومظهرُ رقي بدون إفراط ولا تفريط، وآيةُ حبٍّ لله ظاهرةٌ وباطنة.

فادعوا لهُ بالحب واعرفوا حدوده وضوابطه وعلموها وتعلموها بشكلها الصحيح، وتقدمي في الحياة علمًا وعملًا وأدبًا ومجتمعيا لأعلى مراتِبها فلم يوضع الحجاب ليمنع أيَّ تقدمٍ للفتاة في دنياها وأخراها.

واجعلوها صلاةً لأرواحكنَّ وزكاةً عن أجسادكنَّ وشهادةً بالحب لله في الدنيا والآخرة.

مقال-على ضفاف الرأي خاص لصحيفة قريش– لندن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com