جيل يسمع لكن لا يُنصت!

14 أبريل 2021
جيل يسمع لكن لا يُنصت!

نورة المرضي

نورة المرضي

كاتبة من المغرب

يبذل معلمو ومعلمات التربية الإسلامية، جهداً ، عظيماً ، في تأصيل المفاهيم الشرعية لدى طلاب هذا الجيل وطالباته، لكن عقولهم مشتتة!

في السابق، عندما كنا صغاراً – نحن المُنتمين إلى جيل الثمانينات- كُنَّا نتحلّق جالسين، يهمس أحدُنا في أذن الآخر بعبارة، فإذا جاء دور الأخير يُعلنها عالياً، وغالباً تكون العبارة مع النقل قد حُرِّفت، فنتضاحك جميعاً على الحال التي آلت إليها!

أتُرانا نلعب تلك اللعبة على نطاق أكبر الآن؟ رغم أنَّ القواعد قد غُيِّرت، وأصبحت المفاهيمُ والركائزُ تُلقَّن صراحةً وبصوتٍ جهور ، وتُعاد وتُزاد، إلا أن جيل اليوم:

–       يسمع لكن لا يُنصت!

–       يُشاهد لكن لا يرى!

–       يحفظ لكن لا يفهم!

دعونا نحلل المسألة معاً، في السابق كانت الثوابتُ ظاهرةً ظهورَ الشمس، لا تحتاج إلى إشارة، والمُعلم ومن يقوم مقامه من والد ومُربٍّ ينصُّ على التفاصيل والمُكملات والزوائد؛ للتمكين لا للتأسيس، لم يقل لنا المعلمُ: إن الله سبحانه واحد، ولو قالها فمن باب المقدمة التي تمهد للتفاصيل؛ لأن تلك الحقيقة يُدلّل عليها بداهة كلُّ فرد حولنا، عظُم شأنُهُ أو حَقُر، كل شيء حولنا كَبر حجمُهُ أو صغُرَ.

أما الآن ومن تحديات هذا العصر، فإنَّ البديهيات لم تعد كذلك، وأن الزعزعة والارتباك طالا الكلَّ، أفراداً وأشياء، بوعيٍ ودون وعي!

ويبقى الإشكالُ الأعظمُ في نظري أن الأنظمة المعمول بها ماعادت تكافئ تسارع المستجدات، كالهاتف الذي لا يستطيع استيعاب البرامج الجديدة؛ لأنه لم يُحدَّث!
لا يصحُّ للمُعلم ومن يقوم مقامه أن يتكلم عن ثوابت الدين بنفس الطريقة التي تلقاها؛ لأنها غير مُجدية!

الطرائق والوسائل التي استخدمت مع جيلٍ لا تنفع مع جيلٍ مُدخلاته مختلفة.

يشرع المعلم في البناء ظاناً أن الأساس موجودٌ، وهو للأسف ليس كذلك!

في زمننا كُنّا نحتاجُ القليلَ لنؤمن.. هم الآن يحتاجون الكثير.

مقال على ضفاف الرأي خاص لصحيفة قريش 
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com