حوار مع الروائي المغربي عيسى ناصري: الادب مهيض الجناح في بلدنا

29 أبريل 2021
حوار مع الروائي المغربي عيسى ناصري: الادب مهيض الجناح في بلدنا

                               الروائي عيسى ناصري

                                                          أجرى الحوار : ميمون حرش

” عيسى ناصري قاص وروائي مغربي أثير جداً، اِلتقيته في مكناس زرهون، أحببته كثيراً لدماثة خلقه، أحسست أنه يشبهني، هدوؤه الصاخب مثير، لا يتكلم إلا خافتاً،لكنه في عمق بساطته شلال من الأريحية، والخلق الكريم، أما الكتابة ، لديه، فخضراء كعرق النعناع ، متى احتضنتها تربة الكتابة أنبتت دوحة وارفة الظلال ؛ لأساليبه  الأخاذة نكهة “عيسوية”/ ” ناصرية” عجيبة ، فاز بجوائز أدبية كثيرة، من أعماله : رواية  ” عش العنقاء”.

                         عيسى يبوح ، تابعونا في هده الفسحة .

  • ورطة، دُبرت لك عمداً، أو نسجتها الأيام لك ، وكيف تخلصت منها؟

 – في ملتقى الهامش القصصي الثالث عشر  بزاكورة – 

  • في ملتقى الهامش القصصي الثالث عشر  بزاكورة. كانت أول مرة استدعى لحضور ملتقى قصصي وطني. وبقيت ملتزماً بالبرنامج وقد كان موعد جلسة قراءات الشباب محدداً في اليوم الأخير. وحدث تغيير لم أحط علما به. حضرت مساء اليوم الثاني بدون ورقة أو كتاب. وجلست إلى جانب الأستاذ الزياني، كان من أعضاء نادي الهامش القصصي. فإذا بي أتفاجأ بأسماء القصاصين الشباب ينادى عليهم لقراءة قصصهم. هنا دارت الأرض من حولي وأصبت بحيرة وارتباك كبيرين. ففي أي لحظة سوف ينادى باسمي. أخبرت الزياني أن ما معي ورقة ولا قصة لقراءتها. وعلى الفور أخذ هاتفه واتصل بمقدم الجلسة الذي كان متواريا خلف الستارة وطلب منه عدم المناداة باسمي، لأن ما معي قصة لقراءتها.. وفي  صباح اليوم الموالي كان الحضور على موعد مع صبحية بقاعة بأحد فنادق الإقامة. فقرأت  قصتي المؤجلة. ولكن ظلت تلك الورطة عالقة بذهني.
  • هل حصل أن استيقضتِ، صباح يوم ما، وأنت تنظر في المرآة، فمددت لنفسك لسانك ساخراً من خطأ ارتكبته؟
  • –        “منجم الأخطاء الفادحة” –
  • أنا دائما أخطئ. وكم يحدث أن أصف نفسي، ساخراً  مني، بصفات من قبيل “الكامبو”. و”منجم الأخطاء الفادحة” ولكني أتسامح مع نفسي كثيرا، وبسبب هذا التسامح ربما  أرتكب مزيدا من الأخطاء. ولا زلت أرتكبها بلا  نهاية.
  • أسوأ تعليق طالك في  مجال تخصصك ( الإبداع القصصي والروائي) أو رأي غريب وطريف، عن نشاطك الأدبي ،سواء سمعته مباشرة ،أو كُتب عنك في تدوينة،أو مقال،أوحوار ؟
  • اِبحث عن شغلة أخرى تصرف فيها ، بدل القصة ، هراءك –
  • أتذكر تعليق أحدهم على إحدى قصصي المنشورة. نصحني فيه بنصيحة اخوية مفادها أن أنرك الكتابة وأبحث لي عن شغلة أخرى اصرف فيها “هرائي” الذي يسكن عقلي الأهبل.

    وإحداهن في ملتقى أبركان للشباب دورة 2017، عقب قراءتي قصة ” عندما صرت ذبابة”  قالت  لي: أنت مجنون. 

صراحة راقني تعليقها. لأني أؤمن بان الكتابة دخول طوعي و غير مشروط إلى أقاليم الجنون. 

س- ما هو القرار الذي اتخذته بعد تفكير عميق، أو بعجالة، فندمت عليه ندماً شديداً؟

  • مجموعتي القصصية الفائزة بجائزة اتحاد كتاب المغرب  تعتبني –

 ج-  القرار الذي ندمت عليه هو أنني قررت ألا أبعث مجموعتي القصصية الفائزة بجائزة اتحاد كتاب المغرب لإحدى دور النشر لطبعها. قررت أن  أنتظر اتحاد كتاب المغرب لينشر المجموعة كما تنص على ذلك الجائزة . وطال انتظاري منذ 2017 لحد الٱن لم تنشر. المجموعة الآن راقدة في حاسوبي لا تتوقف عن معاتبتي صباح مساء. تعاتبني لأني حرمتها من أن ترى النور. 

س- سر  قررت أن تميط اللثام عنه ، لأول مرة؟

ج- الأسرار خلقت لكي تبقى أسراراً . كشفها جناية في حق السرية.

س- كلمة استثنائية منك. 

  • عن الأدب مهيض الجناح –
  • ج‌-   أقول إن الأدب في بلد لا زال فيه الخبز هو المطلب الملحاح ، سيظل مهيض الجناح. خاصة من جانب التلقي. زد إلى ذلك سلطة الهواتف والشبكات الاجتماعية التي زادت في إبعاد شريحة كبيرة من القراء  في بلدنا عن تداول الأدب متابعة واستهلاكاً. 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

    الاخبار العاجلة
    WP Twitter Auto Publish Powered By : XYZScripts.com