حق الرد على المقال مكفول
موفق السباعي
منذ أن خلق الله تعالى السماوات والأرض وما فيهما بالحق، وخلق بعدهما آدم.. وضع الله تعالى لهذه المنظومة الكونية والبشرية، قانوناً ثابتاً راسخاً لا يتبدل ولا يتغير، مهما مرت الأعوام؛ وكرت السنون، وتعاقب الليل على النهار.. لا يحابي أحداً، ولا يداهن مخلوقاً!
بل! الأغرب من ذلك، لا يفضل الله مؤمناً على كافر.. إذا لم يلتزم الأول بالقانون الرباني، والتزم الثاني به! فلو دخل البحر مؤمن وكافر، وكان الأول لا يعرف السباحة، بينما الثاني يعرف.. فسيغرق الأول برغم إيمانه، وينجو الثاني برغم كفره!
إلا في حالات استثنائية قليلة جداً، يُطلق عليها كرامات أو معجزات خاصة بالأنبياء والرسل، وبعض الأولياء الصالحين، بشكل فردي فقط ، وقد يلتحق به مجموعته، التي يقودها.. كما حصل لموسى عليه السلام، حينما انفلق له البحر، ليعبره هو وقومه من بني إسرائيل!
أما بقية الأحداث الحياتية المعيشية العامة، لعامة الناس – سواءً كانوا مؤمنين أو كافرين – فإنها تخضع للسنة الكونية الثابتة ( سُنَّةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِي قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلُۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِيلٗا ) الفتح 23.
وإذا أراد الناس أن يتنزل عليهم النصر، ويتغلبوا على أعدائهم.. فعليهم أن يبحثوا في السنن الكونية، وفي أعماق التاريخ، ليعرفوا الطريق الصحيح، الذي يمكن أن يقودهم إلى النصر.
أما أن يخلدوا إلى الأرض، ويجلسوا مطمئنين إلى أنهم مسلمون، ومؤمنون! ويرددوا كلمات هي حق – لا شك فيها ولا ريب – ( أَلَآ إِنَّ نَصۡرَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ )، وينسوا أن ساعةً عند ربك، كألف سنة مما يعدون، وأن الزمن عند الله، يختلف اختلافاً كلياً عن الزمن الذي يعرفه البشر، فما عند الله قريب، قد يستغرق قروناً مديدة عند البشر، وأن نصر الله، أكيد كذلك، هذا حق – لا شك فيه ولا ريب -.
ولكن هذه المعتقدات! لا تجعل النصر ينزل على الناس، بدون استيفائهم لشروط النصر، وتوفيرها كاملة غير منقوصة.
فالإيمان بحصول النصر لوحده، والابتهال إلى الله تعالى، والدعاء إليه، وترجيه، والبكاء بين يديه، آناء الله وأطراف النهار، لتحقيقه دون استكمال متطلبات، ومقتضيات النصر.. لن يتحقق شيء البتة!
فهذا عمل العاجزين، الخاملين، الكسالى، المتواكلين.. الذين يتمنون على الله الأماني! كما ورد في الحديث الصحيح عن شداد بن أوس (الكيسُ منْ دانَ نفسَهُ، وعملَ لمَا بعدَ الموتِ، والعاجزُ منْ أَتْبَعَ نفسَهُ هواهَا، وتمنَّى على اللهِ الأمانيَّ ).
فالذي يواجه دبابة، بمسدس، لن يستطيع تدميرها.. سيهلك نفسه، ومن معه! وكذلك الذي يدخل البحر وهو لا يعرف السباحة، سيغرق لا محالة – إلا أن يشاء الله -.
إذاً! ما العمل كي يتحقق للمسلمين النصر على أعدائهم، وما الطريق الصحيح، الذي يجب عليهم سلوكه، لإحراز الغلبة عليهم؟!
للإجابة عن هذه الأسئلة وأخواتها، يتطلب أن نبحث بشكل مفصل عن السنن الكونية المختلفة.
السنن الكونية العامة
- لا يَفُلُ الحديدَ.. إلا الحديدُ
- ولا يُقارعُ الفكرةَ.. إلا الفكرةُ
- ولا يَهزِمُ العقيدةَ.. إلا العقيدةُ. .
السنن الكونية التفصيلية
1- إذا تقاتل جيشان لا يملكان أي عقيدة، أو هدف ديني من وراء هذا القتال.. فالجيش الأقوى تسليحاً، والأكثر عدداً.. هو الذي سيهزم الجيش الأقل تسليحاً وعدداً..
وهذا ما حدث في نهاية الحرب العالمية الثانية، حينما اجتمع الحلفاء على قتال ألمانيا واليابان، فهزموهما شر هزيمة، بسبب قوتهم الفائقة..
2- وجود عقيدة باطلة، مع سلاح قليل، لدى أمة أو شعب ما. . تهزم جيشاً قوياً بلا عقيدة! فعقيدة الشيوعية الباطلة في الجيش الفيتنامي، استطاعت هزيمة أمريكا القوية، المجردة من العقيدة.
3- أهل عقيدة فاسدة وباطلة، مع جيش منظم، وسلاح قوي. . يهزمون أهل عقيدة صحيحة، لا يملكون جيشاً، ولا سلاحاً، ولا يلتزمون بعقيدتهم..
فالقرامطة تغلبوا على المسلمين في مكة، وسرقوا الحجر الأسود لمدة عشرين سنة.. في عام 317 هج بقيادة أبي طاهر، الذين دخلوا المسجد الحرام، وذبحوا الحجاج على بكرة أبيهم! وكذلك الصليبيون! الذين تغلبوا على المسلمين، واحتلوا القدس لمدة 91 سنة.. من 492-583 هج.
وها هم الشيعة والصليبيون الجدد.. يتغلبون على المسلمين في الشام، والعراق، واليمن.. لأنهم غير ملتزمين بعقيدتهم الصحيحة؛ ولا يملكون العتاد، والسلاح، والتنظيم الموجود لدى الطرف الآخر.
4- جيش جرار بلا عقيدة، ويملك سلاحاً، وعتاداً قوياً.. يهزم أهل عقيدة صحيحة، لا يملكون سلاحاً، ولا جيشاً منظماً، ولا يلتزمون بعقيدتهم، وهم متفرقون، ومشتتون.
كما تغلب المغول في عام 656 هج على المسلمين.. الذين كان ملكهم في بغداد، لاهياً، عابثاً لا يهمه إلا مُتع الدنيا الرخيصة، ولا يملكون جيشاً، ولا سلاحاً، ولا عتاداً.. فقتلوهم، وقتلوه شر قتلة.
5- أهل عقيدة صحيحة، مع سلاح قليل، وإيمان قوي، والتزام كامل بمنهج العقيدة.. يهزمون أهل عقيدة فاسدة مع سلاح كثير.
فلما استطاع صلاح الدين الأيوبي.. تكوين جيش قوي بالإيمان، مع سلاح قليل، هزم الصليبيين ذوي العقيدة الفاسدة، وأسلحتهم الكثيرة، في معركة حطين. .
المقال يحوي على مغالطات و يبالغ لاغراض سياسية واضحة ، ويقسر الايات والاراء لوجهة نظر احادية . الشيعة حين كانوا جزءا من الارادة الوطنية في العراق قاتلوا الفرس بقيادة اية الله الخميني وانتصروا لبلدهم واجبروه على الاذعان . الشيعة العرب ليسوا متآمرين على الاسلام ابداً، والسلفيون لم يقدموا خدمة للامة اكثر منهم . هناك حلف بين انواع من التطرف الشيعي السُني اليهودي الارذوثوكسي من اجل اهداف خاصة بهم .
السُنة كان بيدهم سلاح كثير في سوريا بعد العام ٢٠١٥ لكنهم اقتتلوا فيما بينهم.