د فدوى أحماد
كاتبة من المغرب
يتميز شهر رمضان بهيمنة مظاهر التضامن الاجتماعي والتي تتجلى في تنظيم مجموعة من الأنشطة الاجتماعية التضامنية التي تجسد قيم التآزر والتضامن التي يتميز بها المغاربة، حيث يقوم بعض الأفراد أو الجمعيات في هذا الشهر الفضيل بتنظيم موائد يومية للإفطار(قبل جائحة كورونا)، توزيع قفة رمضان على المحتاجين، وتوزيع مساعدات مادية للأسر المعوزة..
وفي هذا الإطار، ورغم ما تنم عنه هذه المظاهر من جود وكرم وحب للآخرين فقد انتشرت في الآونة الأخيرة بعض السلوكات المشينة والمتمثلة في توثيق بعض هذه العمليات ونشرها على صفحات التواصل الاجتماعي دون الأخذ بعين الاعتبار الآثار السلبية التي قد تترتب عنها بالنسبة للفئة المستفيدة.
إن الاهتمام بهذه الفئة من الفقراء والمحتاجين وتقديم المساعدة سواء المادية أو المعنوية لها من أفضل الأعمال وأنبلها، وقد حث عليها ديننا الحنيف من أجل تحقيق التكافل الاجتماعي وبالتالي الآمن والاستقرار الاجتماعيين، خصوصا في هذا الشهر الفضيل، شهر التكافل والتضامن الاجتماعي، شهر التربية الروحية والأخلاقية والسلوكية، شهر العلاقات التكافلية القوية بين أفراد المجتمع بين الأغنياء والفقراء، وبين الأقوياء والضعفاء، لكن الجدير بالأهمية أن تكون مشروطة بسلامة النية وغياب المصلحة !
إن العمل الخيري أمر محبوب شرعا وإنسانيا له أهداف نبيلة ولا يجوز إطلاقا اتخاذه غطاء لأغراض شخصية أو سياسية، بل يجب أن يشجع عليه ويؤطر قانونيا ليحمي الفئات المعوزة من أي استغلال أو ابتزاز …كما أن العمل الخيري يجب أن يتم بما يضمن الكرامة ويحمي الناس من المصالح الخاصة، فذووا النية السَّليمة يقدمون الدعم بأنواعه دون رياء وفي السر لا في العلن ودون خلفية !
مقال-على ضفاف الرأي خاص لصحيفة قريش– لندن
عذراً التعليقات مغلقة