شعر : طلال الغوّار
يحدثُ أن
تفتح القصيدةُ بابي
عند الصباح
تضع يديها على رأسها
وتقول لي :
يا لليلكَ الطويل
ليلك الذي اتعبني
بأحلامه التي لا تنام
وانتَ تكتبني
بالجراح التي لم أرها
دون ان تدسَّ بين طيّاتي ابتسامةً
لتنبتَ على عتباتك
وردةً حمراء
حين افتحُ الشرفة على الليل
كم تؤنسني رقصة ذلك
النجم القصيّ
خذني اليه
لعلّي من هناك
اطلُّ على بلادٍ باهرةٍ الجمال
قد تكون هي بلادكَ
لا تكتبني بأصابع خائفة
حين اهزّها يتساقط منها الشوق
وتقول لي هذه اغنيةٌ
كفَّ عن الغناء
فأنا لا احبُّ البكاء على الاطلال
خذني الى الغابات
ولا تكتبني بفأس الحطّاب
كي لا أُفزع الشجر
اكتبني بمقار طائرٍ
فأجمل القصائد
كتبها منقارٌ صغير
خذني الى الانهار
وهناك
اصغي الى حوار الموجات
واكتبني في لغة الماء
الى القرى البعيدة
خذني
حينما لا ترى الصبيَّ
الذي انتظركَ طويلاً
اجلس تحت شجرة
واكتبني بانتظاره لك
فلن يأتي اليك
وان شات خذني
الى مصطبةٍ خشبيةٍ
في حديقةٍ عامة
وعليها نجالس الصباح
نجالس المساء
نجالس عليها الزمن
ولكن دون ان نتصالح معه
ودعْ الحياة تثرثر
وهي تمر امامنا
ثمّ عدْ بي
وانا اسيرُ في شجرةٍ
واخضراري يتدلّى
بالمعنى
هكذا اريد ان اظلَّ ممتلئة بالحياة
لا اريد ان ايبس
كالأيام التي لا تعدّها
الايام التي تسّاقط من بين الاصابع
ولا تدري
*
القصيدة خاصة لصحيفة قريش -ملحق ثقافات وآداب -لندن
عذراً التعليقات مغلقة