رسـالـة إلى “دْيُــوجيــن” و سَـمكـة مُـوسَـى
أفراح الجبالي
شاعرة من تونس
رسـالـة إلى “دْيُــوجيــن” *
إننا نحن النّساء. داخل بِرْمِيـلنـا. لا ننـام
لا نَسكن
لا نَقتـات. ولا نَشرب… ولا نَهدأ!. إننـا نحن النّسـاء
داخل بِرْمِيـلنـا
نبحث عن رجل
كذَبتْ عليكَ كل نسـاء الدنيـا. وكل الكلاب. والاسكنْدر الأكبر كذَب عليـك. وأفلاطـون أيضا الذي يكـذب
إننـا
نحن النسـاء
داخل بِرْمِيـلنـا نُقلـِّـم الشجر. نُسَوي اعْوِجاجـا في الكوْكب. ونَرْتِق ثقبـا في السمـاء. ونَلعق سهْـوا سقَط في اللَّوْحِ. بأثـدائِـنـا الذكـْـر. والذّكـَـر. والمِسْمـار المَدْقـوق في ذكريـات الخيـول
ونحن النسـاء… نحِب
ولما نُحِب ( نحن النسـاءُ ) : “on s’en fout” مِن الحكْمة
ومِما سيَجيء. ومِما سيَرُوح
إننـا
نحن النسـاء
داخل بِرْمِيـلنـا. نَحِن إليه …
ولكن يَـداً
تمُر. تمُر قريبـة و
يصـفِّـق. برِجْليـه. الرجُل
الرجُل يقذِفـنـا بِبرْمِيـلنـا
يرميـنـا بعيـدا
بعيـدا بعيـدا
.
يَـهْدَأ
سَـمكـة مُـوسَـى*
سمكة مـوسى،
وهي تَـنفَـلق نـصفيْن..
ما كانت تُـفكِّـر بِفُتـاتِ الصخر. الرِّمـال.
فاعـلاتن فاعـلاتن فاعـلن.
سمكة مـوسى..
وهي تَـنفَـلق نـصفيْن،
ما كانت تُـفكِّـر بالبِحـار.
الهـواءُ كان قطراتِـك الفضِيّـة
الندِيّـة
ليْـمونة واعتصرتُـها كيْما.. كيْما أقـول نِصف الحُب
لـمَن يَـذهب
أو يَـتشقّـق
سمكتـاَ موسى..
وهي تَـنطلِـق،
خُصْلاتٌ مِـن شَـعر آلهـةٍ وهي تَـنزِل عَـتبة عَـتبة
أو تُغـلقُ بابـاً في العَـرْش
ذَهـبُ الليْـمون المعصُـور
بــ ” زمْزميّه “
وتَخـمَّـر،
سمكتـاَ مـوسى..
حسَـكٌ
حسَـكُ الصدر – صدري- حِذو قلبٍ صغيرٍ جدا ومُسافر
انبعـاثُ الصِّـرْف مِـن المـوْج
لَـطخة الـوَلـَـه
مِعصمَـيْنـا إذ نُسَـوّي كـوْكبـاً ونَـقـذِفُـه
رِيـش الطيْر
حَـفْـنة مِـن سَـبَـبي
فَـتْـحَة فـي مَسـائي.. تَـعرف جيّدا اسمَـك.
* دْيُــوجيــن Diogène :
ولد في القرن الخامس قبل الميلاد. يعد من فلاسفة Le Cynisme
** سَـمكـة مُـوسَـى. أو Sole:
سمكة من نوع فريد ونسجت حولها أسطورة معروفة تعود إليها تسميتها الشائعة ومفادها : أنها كانت في الأصل سمكة عادية ولكن صادف أن وُجدت في النقطة التي ضرب فيها النبي البحر بعصاه.. فانشق البحر.. وانفصلت عن نصفها.. ومن حينها، نزل كل جزء إلى قاع البحر وكل يداري جرحه في العمق.. ويحاول أن يبرأ. ظل إلى يومنا أبيض ويقال أن مردّ ذلك هو غيابه/هما عن الشمس..
قصيدتان خاصتان لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة