أفراح الجبالي
شاعرة من تونس
مِن تحت عباءة قِـشْتـاليّـة
بالنسبـة الى هـذه المرأة الصامتـة
الحلـمُ مِـرآة أخـرى.
في ذلـك العـام
مـا كنـتُ أتوقَّـع أن أطِـلّ مِـن نـافذتـي علـيَّ.
أبحثُ عني في الثـلْج
خطوتي في هذا الشارعِ أسمَعها
في شارعٍ
لم يكن اليـومَ
بل غـداً.
السنونواتُ الخفيفة تفِـرّ
أزواجا
هائجة
مِن تحت عباءة قِـشْتـاليّـة
تماما كما عثرتُ أنـا ذات يـوم
على امرأةٍ هـرِمة
سـأكـونُها.
بأيّ ألـمٍ سأذكـرُ ذلك اليومَ
واليديْـن الذاهـلتيْن
أقولُ : ينبغي لحيوانِ الغسق أن يخشاني
فقد سحبتُ الأزهـارَ من شَعـري
وجئتُـكَ بلا عينيْـن
كـأفـواه الأسماك
أبتسـمُ إليكَ بـمَسامي
لتعرف بأيّ وضوحٍ يتدفَّـق دمي في كل تلك المجاري
وكيف تحـسّستَ النُّـور على الموائـد
وقد اضطجع في قرنيّـة عيْني
كـذيْـل الحصان
في أوّل فستـانٍ بـدوّاراتِ شمْـس طويلة. ماغـابَ عـنِّي
ويَحـلم بي
طـالما بقيـنـا صاحـييْـن
الغِربـانُ ،
كما تـدري ،
ليـستْ أن تُـورق الأشجارُ في كل أخضـرِ ،
ليـستْ صُعودَ الغنـاءِ قـممَ الشتـاء حيث الريـح ،
ولا أن تُـواصل رَسمةُ الـجِدارِ حديثَـها مع الطفـلِ الذي غـادر بـبطءٍ
فكرةَ الحيـاةِ ،
ولا أن يُـواصل الأولادُ
دحْرجـةَ كُـرةِ النـار ،مثـل الوسـادةِ الريـشيَّـة
في سريـر الكون ، ونُـصرَّ
في يـأسٍ
على أنـهم يَـذهبـون إلى نـومهم ، في العليّـةِ، مثل كلِّ ليلـةٍ
مُـتجـاهليـن أنـهُ لا يُـشبـهُ النـوم :نـاصعٌ …
ويـحلـمُ تحت الأشجـارِ .
الغربانُ،
كما تدري،
حبُّـنـا
هذا النائـمُ الآن
ونحنُ نـتحوّل إلى أجنحـةٍ
دُفـعـةً واحـدة
قصيدتان خاصتان لصحيفة قريش – ملحق ثقافات وآداب – لندن
عذراً التعليقات مغلقة